Uncategorizedتقارير خاصة

المسابقات الحديثة (تقليل للبطالة أم تكثير للضياع)

دمشق..
جميعنا يعلم أن خطة الحكومة متمثلة بوزاراتها هو القضاء على البطالة عند عنصر الشباب؛ لهذا تم إنجاز الكثير من المسابقات في السنوات الثلاثة الأخيرة كمسابقات وزارة التربية المتتالية ومسابقات وزارة الإعلام ووزارة الثقافة وغيرها.
وكان لهذا الدور الأكبر في تشغيل أكبر عدد من الشباب والشابات من حملة الشهادات الثانوية والمعاهد والجامعات، لعلّ الأمر يبدو ممتازاً للمراقبين أو المتابعين في المجتمع السوري ذلك لأنّه أسهم في رفع سويّة العمل وإعطاء قيمة للفروع الجامعية الأدبية التي كان ينظر إليها على أنها فروع بطالة بامتياز لقلّة الحاجة لها ولوصفها فروع غير ملتزمة بالتوظيف المباشر، لكن لو نظرنا إلى الجانب المظلم من هكذا نوع من الوظائف لظهرت لنا ثغرة غير خافية على من يعيشها ذلك لأنها باتت من وحي المعاناة اليومية على أصحابها؛ وهي الاغتراب الاقتصادي والاجتماعي والنفسي في ظل ظروف مرحلية معيشية خاصّة جداً، فعلى سبيل المثال انتقلت سيدة سورية من محافظة اللاذقية إلى العاصمة دمشق بسبب العمل الجديد، وكانت تلك زيارتها الأولى لدمشق، وكانت هذه الزيارة زيارة إقامة، فلو تجاوزنا الجانب النفسي من الشعور بالوحدة والبعد عن الأهل والمحيط الأسري والجانب الاجتماعي من الانسلاخ عن البيئة المحيطة من أقارب وأصدقاء، لايمكن أن نتجاهل الجانب الاقتصادي القاهر، إذْ ماهي إمكانات راتب من الفئة الثانية إمام أًجور سكن وسفر و سلع طعام وعيش كريم …
لعلّ الدهشة تكمن في الإجابة، تحتاج الإقامة في دمشق ومتابعة كل تلك الأمور المذكورة سابقاً إلى ثلاثة أضعاف راتب من الفئة الثانية.
إذاً السؤال هنا ماذا قدمت تلك الوظائف؟
قدمت لصاحبها صفة موظّف دائم لا أكثر ولا أقل.
وماذا أخذت منه: لقد أخذت منه صفة الاستقرار وعدم الحاجة، مع العلم أنّ الغاية من أي وظيفة أكانت خاصة أم حكومية هي عدم الحاجة والقدرة على سد المصاريف الشخصية.
إذاً ما الحل لهذا النوع من المعضلات؟
قد يكون الحل هو سد حاجات المحافظات من الموظفين بكل القطاعات، وفتح هيئات ومراكز عمل في المحافظات تابعة للمركز الأم في العاصمة، أو أن تتكفل الوزارات بتأمين السكن الوظيفي للقادمين من المحافظات البعيدة.
والختام بقول أحد الموظفين الذين يعانون من طمع أصحاب عقارات الإيجار: عندما يأتي الحلم ناقصاً يطغى النقص على الجزء الجميل منه لنصبح مع الوقت بلا حلم…

A2Zsyria

Visited 20 times, 1 visit(s) today