المواصفات المطلوبة في رئيس الحكومة القادم
دمشق..
منذ عام 1920 حتى اليوم وصل الى سورية 68 رئيس حكومة، منهم من خلد أسمه بالمشاريع العملاقة التي ما تزال شاهدة على انجازاته، وبعضهم من ذيل اسمه بالخيانة، ومنهم من لبس لسمه الفساد، و منهم من انتحر، ومنهم من اقيل في ظروف غامضة، ومنهم من أصبح في صفوف ماتسمى المعارضة السورية .
ومن أبرز رؤساء الحكومات الذي استمر في منصبه فترة طويلة عبد الرؤوف الكسم، الذي ظلت حكومته صامدة فيها سبع سنوات، وحكومة محمود الزعبي التي تعتبر من أطول الحكومات السورية عمرا حوالي 13 عاما، غير أن نهايته انتهت بإقالته واتهامه بالفساد، ومن ثم انتحاره، واستمرت حكومة ناجي عطري من 2003 لغاية 2011 ، ومنذ بداية الازمة في سوريا الى اليوم رياض الحجاب ترك الكرسي وهرب، وعماد خميس تم اقالته دون معرفة المزيد.
اليوم رئاسة مجلس الوزراء يستعد لاستقبال رئيس للحكومة جديد بحكم الدستور وبدأت تدور التكهنات وتتداول بعض الاسماء منها، من اسمه مقزز للشعب السوري، ومنهم من لا يحمل أدنى خبرة، ومنهم من المنصب أوسع منه بكثير، ومنهم من صرح عن نفسه بانه ترك منصبه بانتظار مهمة جديدة والشعب لا يطيق سمعته .
ويغض النظر عن الاسماء المتداولة سوريا بحاجة الى رئيس حكومة بمرتبة خبير اقتصادي اجتماعي سياسي ثقامي، والاهم انساني شبعان في بيت اهله، وتهمه سمعته وسمعة عائلته يحمل من الجرأة على حسم القرارات الصعبة بعد الاستماع الجيد للخبراء، ويعرف كيف ينتقي مستشاريه، وكيف يخاطب الشعب السوري ببساطة وعفوية وصدق بعيدا عن التصنع والفشخرة والاماني الكاذبة .
نريد رئيس حكومة لديه موهبة التنظيم وعدم الخوف من الخطأ، كون عمله مقرون باستشارات بيوت الخبرة ومدعوم بالاحصاءات الارقام الواقعية والدقيقة، بل الخوف يجب ان يكون لديه من التردد والتلبك، والاهم من ذلك الاستماع الى أخطاء الوزراء بسرور وسعادة، وترويضهم على المصارحة والنقاش بصوت مرتفع بعيدا عن اللف والدوارن والكذب .
وامام رئيس الحكومة القادم أصعب القرارات وعليه اتخاذ قرار الكي من دون تردد أو تلبك، والقدرة على تحمل النقد والتفكير بعمق والخروج بحلول مبتكرة ، وتحديد الاهداف بدقة وتوزيع الأدوار والرقابة على تطبيق الاهداف بأقل الخسائر واسرع الطرق.
على رئيس الحكومة القادم أن يحافظ على بيانه الوزاري وان يصارح الناس بالافكار القابلة للتطبيق، وان يلتزم قبل غيره بالمبادىء الاخلاقية، وغير مطلوب منه الكذب والوعود والاحلام في الاعلام، غير مطلوب منه التخطيط لعام 2030 وهو عاجز عن تطبيق خطة العام الجاري، غير مطلوب منه رفع راية مكافحة الفساد لكن مطلوب منه عدم الرضوخ للاتصالات والجاهات لتعيين الفاسدين، ولا ننتظر منه أن يحمل عصا موسى لكنه يمكن تطبيق القوانين والانظمة، هذا مزاج وحال الشعب السوري وما ينتظره من رئيس الحكومة القادم فهل وصلت الرسالة .
A2Zsyria