الناس والحكومة وأزمة الثقة في زمن الكورورنا
لا تحتاج العلاقة بين المواطن السوري والحكومة إلى ضغوط جديدة جراء ارتدادات الأزمة الاقتصادية العالمية التي أحدثتها جائحة الكورونا كي تزيد المسافة بينهما. لا شك بأن الموطن محقوق، وصفحات التواصل الاجتماعي التي تعج بصرخات المتألمين من المواطنين الذين يئنون تحت سياط الغلاء محملين الأداء الحكومي أو أقله الاستهتار الحكومي نصيباً مما أصابهم.
لا أعلم لمصلحة من هذا الغباء في التصريحات التي تنم عن انفصال المسؤولين عن الواقع ولماذا لا يحاسب من يصدرها أو على الأقل يتحمل مسؤولية تصريحاته التي تسيء للمواطن وللمسؤول على حد سواء.
لا أعتقد أن الحكومة في هذه الأيام الصعبة بوضع تحسد عليه، فالظروف والتصريحات والممارسات والخطط وحال الناس والمؤشرات الاقتصادية كلها توشي بأن الحكومة في حالة يرثى لها.
في ظل هكذا وضع لا بديل عن مكاشفة الناس ومصارحتهم ومشاركتهم حقائق صادقة ولو كانت مؤلمة ولم يعتد عليها الناس. الاعتراف بالمشكلة هو الخطوة الأولى على طريق الحل.
لا أعلم لماذا الإصرار على تجاهل كل المشاكل التي يعاني منعا الناس. من يستمع لتصريحات المسؤولين يعلم كم هم بعيدون عن الحقائق وعن مشاكل الناس وهمومهم حتى البسيطة منها. الموضوعية تقتضي بأن هذه المشاكل لا يمكن لعصا سحرية أن تحلها بضربة واحدة ولكن الإصرار على تجاهل المشاكل سيبقيها معلقة وغير قابلة للحل أبداً.
نتمنى أن يخرج إلى الناس من يصدقهم القول ويضع ولو بعض النقط على الحروف ويحاول مواساتهم ولو بكلمات بسيطة محبة ومباشرة تشعرهم بأهميتهم وبحضورهم وبكينونتهم ويعتذر منهم عن أي خطأ غير مقصود أو تصريح كان في غير محله.