اخترنا لكمحكي الناس

الواسطة دون سواها أهم معيار في تنقل المدرسات

دمشق..
إن كان صحيحا ما تناقلته بعض صفحات التواصل الاجتماعي وبعض المواقع الالكترونية فيما يخص آلية تنقل المدرسات وخضوعها للواسطة دون سواها كمعيار لاتخاذ القرار، فلم العجب والاستغراب؟ الجميع يعي ذلك ويدرك أن المحسوبية والعلاقات الشخصية والنفوذ هي الركيزة الأساسية الجامعة لأغلب التعيينات والتنقلات الإدارية.
ولكن الجديد هذه المرة هي الجرأة في تقاذف التهم والجدل البيزنطي بين مسؤولي السلطة التشريعية والتنفيذية، وكأن الأجهزة المختصة بضبط إيقاعات هكذا تصريحات لم تعد موجودة.
لسنا ضد هكذا مناوشات لأنها تعزز فكرة وقناعة الناس بأن المسؤولين هم في خانة صحيحة في مخيلاتهم. ولكن مايثير الاستغراب والاستفزاز هو الجهر علنا بممارسة الخطأ ومحاولة تبريره.
كان المسؤول ولايزال وقد يبقى ممارسا لصلاحياته من برجه العاجي، غير آبه بأي ضوابط ولا يكترث بأيه قوانين أو تعاميم ولا يخشى من أية رقابة ويدرك أن المحاسبة مفردة لامعنى لها في قاموس المسؤولية السوري، ولكن أن تبلغ الجرأة مرحلة تحول وسائل الإعلام شبه الرسمية المكبلة أصلا والمترهلة أداء لتتحول في ليلة وضحاها إلى متاريس إعلامية تتراقش منابرها بين مسؤولين أقل مايمكن أن يقال عنهم أنهم مسيئون ولا يجوز أن تمر كركوزياتهم بدون مساءلة.
قد يقول الكثيرون من سيحاسب ومن ببالي، وهذا صحيح ولكن لا شك بأن ضابط الإيقاع والموسيقار يعرف جيدا أن الأداء السيء يحتاج إلى توافق وانسجام، فحتى في عالم الموسيقى إن كان ثمة عازف محترف في فرقة نشاذ فسيبدو هو المسيء ، لا بل يمكن أن يظهر على أنه السبب الرئيسي للصخب الذي سببته الفرقة.
نسأل الله اللطف والسترة، ورحم الله من عمل وتعامل كما يحب أن يعامل. حفظ الله سوريا وأهلها الطيبين، وإن شاء الله الهداية والرشد والتعقل للمسؤولين.

A2Zsyria

Visited 49 times, 1 visit(s) today