اخترنا لكمتقارير خاصةسيليكونياتعبي بالخرج

امتحانات الشهادة  العامة في سوريا وبدعة قطع الاتصالات

خاص آي تو زد سيريا

وزارة التربية تطلب قطع الاتصالات أثناء فترة الامتحانات، إن كان الهدف من هكذا إجراء هو التقليل من حالات الغش الامتحاني  فهذه سابقة تؤخذ على وزارة التربية السورية التي لم يسبقها أحد إلى هكذا إجراء. حقيقة إذا ما فكرنا بالإجراء يمكننا أن نخرج بعدة استنتاجات ليس أقلها أن الجيل والأهل غير جديرين بالثقة وليس آخرها أن آلية الامتحانات والتقييم المعتمد للقبول الجامعي بحاجة ماسة إلى إعادة نظر وتطوير. لا أعلم لماذا وصل الحال بوزارة التربية للاضطرار لهكذا إجراء، وماهي المسوغات التي أعطت بموجبها الحكومة لوزارة الاتصالات الموافقة لتعطل بعض الخدمات التي قد تكون أساسية لقاء عدم توفر الشبكة أثناء الامتحانات العامة.

لا أعتقد أن ثمة موجبات حقيقية تستدعي قطع الاتصالات بهذا الشكل، وإن كانت وزارة التربية تعتقد ان الأمر هين فهذا ليس خطؤها وليست مسؤوليتها، المسؤولية تقع على عاتق الحكومة ووزراه الاتصالات بالدرجة الأولى. إن كان هناك في وزارة الاتصالات أو الحكومة من يعتقد بخلاف ذلك فهذه مشكلة كبيرة. قد يقول قائل بأننا لانزال دولة متواضعة من حيث الخدمات التي تقدمها وزارة الاتصالات وهذا صحيح، ولكن حتى هذه الخدمات المتواضعة والتي تفتقد احياناً للجودة ليست بحاجة إلى مزيد من التردي بالأداء. لن نتكلم عن أهمية الاتصالات باعتبارها عصب الحياة في أي مجتمع في يومنا هذا، وبات أغلبنا يعلم أن الاتصالات والتواصل بات جزء من حياتنا. لنتذكر يأن كثير من اقتصادات الدول المتقدمة في أيامنا هذه وخصوصاً بعد الكورونا قد اعتمدت على شبكات الاتصال والتواصل لتأمين استمرارية العمل، وكثير من الأعمال تنجز الآن بدون الحاجة إلى تواجد الموظف شخصياً، إذ أن كل ما يحتاجه هو كمبيوتره الخاص والاتصال بشبكة الانترنت الذي يؤهله لمتابعة أغلب أعماله أينما كان.

إن قطع الاتصالات أثناء فترة الامتحانات ليس حلاً حكيماً، ولا ينبغي أن يكون كذلك، يجب على الحكومة ووزارة التربية أن تجد حلولاً أخرى. طالما أن مهمة وزارة التربية أولاً واخيراً هي التربية  وتهيئة جيل المستقبل كما تدعي، فما نراه لا يعكس أبداُ نجاح لأي مما ذكرناه. فالجيل الذي لا يمكن الوثوق به الآن ماذا يمكن ان يقدم لنا في المستقبل؟ يجب على وزارة التربية ان ترسل الإشارات الصحيحة للجيل وتؤكد لهم بأنهم ثقة، ومسؤولية إعداد جيل يعتمد عليه او على الأقل يمكن الوثوق به تبقى على عاتق وزارة التربية بالتعاون مع الأهل. نتمنى ان ينتبه المعنيون بالشأن التربوي إلى هذا الأمر، كما نامل من مسؤولي الاتصالات أن يدركوا بأن توفر الاتصالات وبدون انقطاع مع المحافظة على أكبر قدر من جودة الاتصالات هي من مسلمات العصر الرقمي وأن أمر قطع الاتصالات بهذا البساطة وبالمسوغات الواهية يدعو للخجل.

A2ZSYRIA#

Visited 21 times, 1 visit(s) today