انقذوا التعليم قبل اغلاق المدارس
دمشق..
لا احد ينكر حالة الذعر والخوف التي لحقت بالأهالي والطلاب في المدارس التي تم اكتشاف شكوك اصابات بوباء كورونا ولحق هذا الخوف للمواطن في الشارع ممن شاهد منظر هلع الاهالي وحركتهم لجلب اطفالهم من المدارس وتعقيمهم في الشوارع.
علينا الاعتراف يا وزارة التربية ان التعليم عن بعد غير متاح لجميع الطلاب في سورية وان اتيح لبعض الشرائح التي لديها خدمة الفايبر أو الانترنت السريع والحواسب العملاقة ولاينقطع التيار الكهربائي عنها واذا انقطع لديها بدائل – وهذه شريحة الاثرياء واولادهم في المدارس الخاصة – فهذه الأدوات ليست بنفس السوية والجودة والدقة بين محافظة وأخرى وبين مركز المدينة والريف لذلك الذهاب الى هذا الخيار يجب ان يكون مستبعدا الا اذا كانت وزارة التربية تنوي تقديم التعليم لأطفال العاصمة واصحاب الطبقة المخملية دون غيرهم .
والاعتراف ايضا أن الاستمرار بالواقع الحالي وسط تزايد الاصابات في اول اسبوعين لفصل الخريف وعدم قدرة الوزارة على التعامل بحكمة في ضبط التصرفات والتعامل مع الحالات المشبوهة والتصريحات الصحفية حولها وعدم توفر البنية التحتية لتطبيق ما اسمته البروتوكول الصحي في المدارس خارج العاصمة فأمام المدارس سيناريو اما التوجه الى الاغلاق التام أو العمل بمسؤولية واستبعاد المواد غير الضرورية والتركيز على المواد التعليمية وتخفيف عدد الطلاب في المدارس الى الحد الأدنى وتطبيق البروتوكول الصحي بحذم وشدة واذا لزم الامر الاستعانة بشركات خاصة لتولي مسؤولية التعقيم والتنظيف وعندها اذا رغبت الوزارة بتجريب المواد غير الضرورية عبر التعليم عن بعد لا مانع وقتها كونها مواد اثرائية وغير مطالب بالامتحان بها.
ياسادة في وزارة التربية تأجيل منهاج الجغرافيا والتاريخ والقومية والاسلامية والرسم والرياضة والموسيقا واللغة الفرنسية والروسية لن يؤثر على الطلاب كون هذه المواد بعضها لا يعترف على علامته في الثانوية والاخرى تحمل ما تحمل من الحشو والواقع القائم للمدارس اليوم وحالة الهلع لدى الاهالي وعدم جاهزية المدارس على ما يبدو ان الاستمرار به بات غير ممكنا في حال لم تتخذ وزارة التربية الاجراءات السريعة والجدية لحماية اطفالنا ورسائل التطمين من دون افعال على الارض لن تقنع الاهالي لإرسال اولادهم الى المدارس التي كشف فيها عن اصابات فاليوم التربية امام قرارا قد يكون صعبا لكنه الخيار الاسلم امام الاقفال التام للمدارس.
الاقفال التام للمدارس ليس هو الحل كون الوباء قد يستمر ويستجد وحرمان الاجيال القادمة سنوات من عمرهم لا يصب في مصلحة الطلاب ولا المدارس ولا الجامعات ولا الاقتصاد في سورية الذي يعاني ما يعاني لذلك نقول للقائمين على التربية انقذوا التعليم قبل اغلاق المدارس القسري .
A2Zsyria