اخترنا لكممن هنا وهناك

باسم ياخور بين «المحقّق» الصارم و«العربجي» المظلوم

بيروت..
باسم ياخور. اسم تحوّل مع الزمن إلى ماركة مسجّلة في فنّ التمثيل. وزانة إرثه الدرامي، وتراكم تجاربه، ومنجزه الحافل، كلّها وضعته في مطرح عالٍ. لذا لن يكون من المبالغة القول بأنّه من أذكى الشخصيات التي عرفها الوسط الفني السوري. يبدو ذلك واضحاً في اختياراته وانتقاءاته خلال السنوات الأخيرة. مهما كان الممثل في بلادنا العربية قادراً على التجديد، وبارعاً في خلق شخصيات وابتكار «كركترات»، سيجد نفسه في مكان ما عاجزاً عن صوغ الدهشة بالمستوى الذي ينتظره الجمهور. السبب ببساطة أنّه أمام خيار لا ثانيَ له، هو الغزارة النسبية في الظهور طالما أنه يشتغل وفق شروط إنتاجية بعيدة عن الترف المطلوب الذي يصنع مجد الممثلين في هوليوود على سبيل المثال. هكذا، راح «الياخور» خلال السنوات الماضية نحو التجسيد في المحلّات التي يعرف أنها تتوافق مع بنيته، ويدرك أنه من خلالها قادر دائماً على قطف انتباه الجمهور وإشادة النقاد.

الرجل القوّي أو المتجبّر في أماكن عديدة، و«الكوميديان» المتيقّظ الذي يقطر بديهةً، ومرونةً مطواعة تخوّله التلوين، والانتقال برهافة وسلاسة بين كركترات متباينة، سواء في الدراما المحلية الخالصة، أو المشتركة المبنية على حكاية، مبررة أم مفتعلة، سيكون مسؤولاً عن أدائه على وجه الخصوص وناجحاً في غالبية ما ينجزه. اتفقت معه أم اختلفت، لن تستطيع نفي خصوصيته كممثل نادر لا يشبهه أحد. هذا الموسم سيكون نجم «ضيعة ضايعة» (ممدوح حمادة والليث حجو) أمام بطولتين مطلقتين في عملين مختلفين: الأوّل دراما بوليسية بعنوان «خريف عُمر» (كتابة حسام شرباتي ويزن مرتجى ومعالجة درامية رانيا الجبّان وإخراج المثنى صبح وبطولة: سلوم حدّاد، عبد المنعم عمايري، معتصم النهار، كارمن لبّس، رامز أسود…). هنا يلعب باسم دور ضابط يتقفّى أثر مجموعة من الجرائم. في حديثه معنا، يحكي عن هذه التجربة: «أجسّد شخصية ضابط ومحقق يلعب ضمن محيط تحصل فيه جرائم قتل، بالتوازي مع مشاكله الشخصية والاجتماعية، ثم يُزج باسمه في إحدى القضايا فيبحث عن حلول آنية. هكذا، يبدأ بسلسلة من التحقيقات تتكشّف وراءها مجموعة كبيرة من الحقائق. كلّ ذلك ضمن حكاية بوليسية أعتقد أنها مشوقة خصوصاً أنّ هذا النوع من الدراما البوليسية افتقدناه إلى حد كبير على خارطة الأعمال السورية».

أما العمل الثاني الذي يطل فيه في رمضان 2023، فينتمي إلى البيئة الشامية وهو بعنوان «العربجي» (كتابة عثمان جحى وإخراج سيف الدين السبيعي). يقول ياخور: «عبدو العربجي شخص اختار أن يعيش بعرق جبينه بشكل شرعي وبعيداً عن الإشكالات، لكنه يجد نفسه أمام استحقاق بخيارين: إما أن يقول الحق، أو أن يسكت عنه، فينحو باتجاه الحقيقة، لتضعه خطوته هذه في صراع شرس مع أقوى أصحاب النفوذ. هنا يضطر للدفاع عن عائلته ونفسه، ثم يحيله هذا الصراع من شخص يعيش على الهامش، إلى إنسان قوي ومستميت في التصدي للظلم والجور. هي قصّة غير توثيقية لكنها حكاية عن الظلم والمظلوم تصلح للكثير من الحالات وتنسجم مع العديد من الأزمنة!»

Visited 13 times, 1 visit(s) today