برنامج الهجرة السريع إلى كندا بانتظار أكثر من مليون مهاجر العام المقبل
أطلقت وزارة الهجرة الكندية منذ بضع سنوات برنامج جديد للهجرة أطلق عليه اسم نظام الدخول السريع (اكسبرس انتري). يفتح هذا النظام الباب أمام العمال من مختلف الاختصاصات والمهن للتقدم وبالتالي القبول بناء على معايير خاصة يطلبها البرنامج. هذه المعايير في أغلبها تنحصر بالمقدرة اللغوية والعمر والخبرة المهنية. والجدير بالذكر أن الموضوع ليس حكراً على أصحاب المؤهلات العلمية من اختصاصات محددة وإنما لكل العمالة الماهرة التي لا تقف عند مؤهل علمي أو فني محدد. في هذه المادة سنلقي الضوء على برنامج الهجرة السريع للحكومة الكندية وماهي هي أهم النصائح والمراجع التي تتضمن تفاصيل هذا البرنامج.
ما هو برنامج الهجرة السريع الكندية؟
برنامج الهجرة السريع للدخول إلى كندا هو نظام الكتروني مؤتمت يضم كل من الحكومة الكندية المركزية وحكومات الولايات بالإضافة إلى أصحاب العمل الكنديين. والذي بموجبه تقوم الحكومة الالكترونية بانتقاء المرشحين بناء على معايير موحدة وبطريقة عادلة اعتماداً على البيانات التي يدخلها المرشحون بأنفسهم إلى موقع الهجرة الرسمي الذي يتضمن معلومات كاملة ووافية عن كل خطوة من خطوات البرنامج.
فبعد أن يفتح الراغب بالهجرة حساباً على موقع وزارة الهجرة الكندية يمكنه من تحميل الثبوتيات التي تدعم طلبه والتي تعتمد على تقييم المهارات وخبرة سوق العمل والمستوى التعليمي والإمكانية اللغوية والقدرات المالية التي يجب أن تظهر ان المتقدم يمكنه العيش في كندا لمدة عام واحد فقط دون الحاجة إلى إعانة من الحكومة. والتسجيل هو الكتروني ومجاني ولا يتطلب إلا انترنت للتسجيل. ولكن عملية تحميل الثبوتيات تتطلب تصديقا من قبل الجهات الحكومية الكندية التي تتولى مهمة التأكد من صحة الشهادات العلمية لقاء رسوم يدفعها المتقدم. كما أن مستوى اللغة المطلوب يجب أن يكون من مراكز معتمدة من قبيل المركز الثقافي البريطاني (الآيلتس) أو المدرسة الأميركية (التوفل) أو الامتحانات الخاصة باللغة الفرنسية. إذ أن المهارة اللغوية بالنسبة للهجرة إلى كندا لا تتوقف عند إجادة اللغة الانكليزية بل يمكن لمجيدي اللغة الفرنسية من التقدم أياً باعتبار أن كل من الفرنسية والانكليزية هي اللغة الرسمية في كندا.
بعد فتح الحساب الإلكتروني وإدخال البيانات وإرفاق الثبوتيات المطلوبة (والتي قد تستغرق وقتاً قد يمتد لبضعة أشهر تبعاً للزمن اللازم لتصديق الشهادات وتحميل شهادة اللغة المعتمدة والخبرات ذات الصلة). ولكن إن كانت كل هذه الإثباتات جاهزة فالموضوع لن يتعدى أيام قليلة، لتبدأ الأمور بأخذ طابع جدي يمكن الحكومة الكندية من اختيار المرشحين المناسبين بناء على الدرجات التي سيحصلون عليها بعد تحميل البيانات المطلوبة والمتعلقة بالإمكانيات والخبرات والشهادات.
من المهم الانتباه إلى ما يلي:
- البرنامج مجاني تماماً ولكن عملية التوثيق للشهادات غير الكندية وأهلية اللغة تتطلب رسوماً تقع على عاتق المتقدم.
- لا يراجع المرشح السفارة ولا يتعامل معها إلا بعد أن يحصل على القبول من الحكومة الكندية التي ترسل له دعوة للهجرة في حال كانت خبرات المرشح متوافقة مع ما تطلبه الحكومة الكندية (المتطلبات تختلف بحسب الفترة الزمنية وقد تتغير المعايير بين شهر وآخر بناء على أعداد المتقدمين واحتياجات سوق العمل الكنية).
- يمكن لأي خريج جامعي ممن لم يتجاوز ال40 عاماً ويملك خبرة متواضعة وإمكانية لغوية جيدة من أن ينجح. بالنسبة للأعمار الكبيرة فإن الموضوع يمكن أن يكون أكثر صعوبة لأن المرشح قد يفقد الدرجات المخصصة للعمر أو جزء منها بحسب العمر.
- يمكن للزوجين التقدم معاً بطلب واحد وهنا يمكن أن يحصل صاحب الطلب الأساسي على درجات من شريكه ( مثلاً زوج عمره أكثر من 40 ويمتلك إمكانية لغوية ممتازة وزوجته هي صاحبة الطلب وعمرها مثلاً 36 عندها ستأخذ هي كل درجات العمر وسيضاف إليها بعض الدرجات لأن الزوج يمتلك إمكانية لغوية جيدة تمكنه من الانخراط والاندماج بالمجتمع الكندي بسهولة (كندا من الدول التي تشجع على الهجرة كعائلة).
- الاعتماد على المكاتب لن يفيد شيئاً لأن التقديم يجب أن يكون من خلال بوابة وموقع الحكومة الكندية (وزارة الهجرة وموقع الهجرة والدخول السريع)، هذا الموقع الحكومي والذي بموجبه يتم التعامل والتواصل بين المرشح (عن طريق بريده الالكتروني وحسابه على موقع الهجرة) والحكومة الكندية.
- إن كان هناك جدية كبيرة ومثابرة وإمكانية لغوية جيدة فلا شك بأن الموضوع سيكون أسهل ممن يفتقد لروح الاجتهاد والاعتماد على الذات. إذ أن من يستطيع قراءة التعليمات والالتزام بها خطوة خطوة، ستكون حظوظه بالوصول إلى كندا أكبر من غيره. مستوى اللغة هو الحجرة الأصعب في البرنامج ومن يمتلك اللغة والمؤهل العملي وبغض الخبرة فقد تفتح له أبواب كندا.
- ثمة من تقييم مجاني مبدأي يتيح لأي مرشح معرفة فيما إذا كانت مؤهلاته كافية أم لا، حيث أن أي مرشح يمكنه إدخال البيانات بحسب ما يملكه وعندها سيأتيه إشعار يفيد فيما إن كان سيقبل بناء على إمكانياته وما أدخله أم لا.
الجدير بالذكر أن وزير الهجرة الكندي قد أعلن عن نية حكومة بلده استقبال 1.2 مليون مهاجر للتعويض عن النقص الذي حدث بسبب مرض كورونا ولرفد سوق العمل الكندية بالأعداد المطلوبة من العمالة التي تحتاجها كندا في مختلف مجالات الحياة.
لمن لا يعلم، كندا بلد كبيرجداً بالمساحة ومنخفض الكثافة السكانية (ثاني أكبر دولة في العالم مساحة وتقارب مساحتها القارة الأوربية برمتها أما عدد سكان كندا فهو أقل من نصف عدد سكان ألمانيا)، وهي من أغني دول العالم وأكثرها تحضراً وتقدماً. تعتبر كندا من أكثر دول العالم تنوعاً وترحيباً بالأجانب وتقدر عالياً دور العمالة الأجنبية في نهضتها ورفعتها.
الموقع الرئيسي لبرنامج الهجرة الكندية (يتضمن هذا الموقع كل المعلومات التفصيلية وباللغة الإنكليزية).