اخترنا لكمحكي الناس

تجربة “فلول الدولة”… واقع لا يمكن تجاهله في إعادة بناء سوريا  

خاص –  

يقف العاملون في الشأن الحكومي السوري اليوم أمام تحدٍّ كبير يتمثل في كيفية إدارة المرحلة الجديدة، والاستفادة من التجارب المختلفة التي عاشها السوريون خلال الأعوام الأربعة عشر الماضية، بما في ذلك تجربة الموظفين الذين ظلوا في وظائفهم خلال سقوط النظام السابق،أو ما يتم وصفهم “بفلول الدولة” وتجربة الشمال السوري، وتجربة المغتربين السوريين في الخارج.  

ومن أجل النهوض بالبلد بالشكل الأمثل، لا بد بحسب الخبراء والعقلاء من دمج هذه التجارب معًا لإدارة المرحلة الانتقالية والمستقبلية، حيث سيكون تهميش أي تجربة على حساب الأخرى خطوة غير دقيقة وغير عادلة ومصيرها الفشل.  

تجربة الداخل السوري

تجربة العاملين في الدولة خلال السنوات الماضية، رغم الظروف الصعبة التي واجهوها من انخفاض الرواتب وانقطاع الكهرباء ونقص المواد التموينية وسوء الانترنت والوقوف في طوابير المستلزمات الانسانية والفقر المدقع الذي عاشوه براتب أقل من 20 $، تظل ذات قيمة كبيرة، خاصة وأن بعض هؤلاء الموظفين يمتلكون معرفة دقيقة بالبيانات والإحصائيات الحكومية والمشكلات الإدارية وحلولها ومنهم من طور أدواته وتجاربه ولا يمكن تجاهل  خبرتهم .  

تجربة الشمال

في المقابل تجربة الشمال السوري، كانت تجربة غنية ولنافذة انفتاح على العالم من خلال تركيا، واستطاع المهنيون الاطلاع على أحدث التجارب التقنية والإدارية، كما وفرت لهم المنظمات الدولية بيئة تعاونية لتطوير إدارة المناطق اللامركزية، بالإضافة إلى رواتب وظروف عمل أفضل مما هو موجود داخل سوريا ولديهم أدات انظمة أحدث من الموجودة في الداخل السوري.  

تجربة السوريين في الخارج

أما السوريون الذين غادروا البلاد، فقد تمكنوا من الاندماج في المجتمعات العالمية، والتعرف على أحدث النماذج في إدارة المؤسسات والشركات، بالإضافة إلى اكتساب خبرات واسعة في ضبط الفساد والمحسوبيات، ورفع مستوى الثقة بالعاملين، وهو ما يمكن أن يكون عاملًا مهمًا في إعادة بناء الدولة.  

اقرأ أيضا:سوريا: تحدي التقسيم ومساعي الانفصال

وهناك من يحاول عمدا وعن جهل مقصود إقصاء الموظفين الذين استمروا في العمل داخل الدولة خلال السنوات الماضية، ووصمهم بكونهم “فلول النظام”، ولكن يجب توضيح أن هؤلاء الموظفين لا يعملون لصالح أي جهة سياسية أو عائلة معينة، بل يعملون وفق القانون السوري النافذ وهم يعملون في الدولة وفق القانون السوري.  

وللأسف الشديد بعض عناصر الإدارة السابقة “أزلام النظام السابق” استطاعوا التغلغل داخل الإدارة الجديدة، مما يفرض الحاجة إلى رقابة  والعمل وفق رؤية جديدة تخدم مصالح الشعب السوري.  

النهوض بالواقع السوري لن يكون ممكنًا إلا عبر الاستفادة من التجارب الثلاث، ومنح الفرصة للجميع للمساهمة في إعادة إعمار المؤسسات وتنظيم العمل الحكومي، بما يضمن تحقيق التنمية والاستقرار المستقبلي.  

 

A2Zsyria

صفحة الفيس بوك :https://www.facebook.com/narampress

Visited 12 times, 12 visit(s) today