تحذيرات من تدهور السلم الأهلي في سوريا وسط تسريح الموظفين وتصاعد التوترات الطائفية
خاص
في ظل الأوضاع الراهنة، تتزايد المخاوف بشأن تدهور حالة السلم الأهلي في سوريا، حيث تواجه البلاد تحديات كبيرة تتطلب تدخلًا عاجلًا من القيادة.
هذه المخاوف بحسب رجل الاعمال يحيى القضماني تأتي في وقت يعاني فيه عشرات الآلاف من الموظفين المدنيين والعسكريين من التسريح التعسفي، مما دفعهم إلى حالة من الفقر المدقع، وأدى إلى خلق حاضنة شعبية حاقدة قد تكون عرضة للاستغلال من جهات متطرفة.
تسريح الموظفين: أرقام صادمة وتأثيرات خطيرة
وتشير التقديرات إلى أن أكثر من 50,000 موظف قد فقدوا وظائفهم بعد سقوط النظام السابق، بينهم مهندسون وعاملون في قطاعات حيوية. هذا التسريح لم يقتصر على الموظفين المرتبطين بالنظام السابق، بل شمل أيضًا أفرادًا لا علاقة لهم بالسياسة، مما زاد من حالة الإحباط الشعبي.
السلم الأهلي في سوريا
وأضاف القضماني رغم الحديث عن نزع السلاح، إلا أن الواقع يشير إلى انتشار واسع للأسلحة بين الأفراد والفصائل المتطرفة، مما يزيد من خطر التجييش الطائفي. هذا التجييش يُدار بأساليب ممنهجة تؤجج الحقد بين مكونات الشعب السوري، مما يهدد بزيادة بؤر التوتر التي يصعب السيطرة عليها لاحقًا.
واعتبر القضماني أن تأخر تشكيل هيئة العدالة الانتقالية ولجان السلم الأهلي، إلى جانب غياب الفتاوى الدينية التي تُجرم القتل الطائفي وتحرم الدم السوري، ساهم في تفاقم الأزمة. هذا التأخير يُعتبر علامة على عدم إدراك القيادة لخطورة الوضع، مما يثير تساؤلات حول أولوياتها في المرحلة الحالية.
دعوة لإجراءات عاجلة
وقال القضماني في رسالة موجهة إلى الرئيس السوري أحمد الشرع، طُرحت مجموعة من الإجراءات العاجلة، منها:
إعادة جميع الموظفين المفصولين إلى وظائفهم، باستثناء المتورطين في جرائم ضد الشعب السوري.
إصدار قوانين وفتاوى تُجرم الخطاب الطائفي والتحريض على العنف.
تفعيل إعلام وطني معتدل يعيد الثقة بين أفراد الشعب ويعزز اللحمة الوطنية.
ظهور الرئيس بشكل شهري لتقديم كلمة مختصرة تُطمئن الشعب وتبرز إنجازات الحكومة.
وتأتي هذه الدعوات من شخصيات سورية بارزة تعيش في الخارج، ممن يرون أن الفشل في معالجة هذه القضايا قد يؤدي إلى ضياع سوريا إلى الأبد. هذه الرسالة تعكس الخوف على مستقبل البلاد، مع التأكيد على ضرورة اتخاذ خطوات جادة لإعادة بناء الثقة وتحقيق الاستقرار.
الأيام القادمة ستكشف مدى استجابة القيادة لهذه التحذيرات، وما إذا كانت ستتمكن من إنقاذ السلم الأهلي وإعادة بناء سوريا على أسس قوية ومستدامة.
A2Zsyria
صفحة الفيس بوك : https://www.facebook.com/narampress?locale=ar_AR