تراجع مخيف في زراعة القمح من المسؤول ؟
يعزف الفلاحون في هذا العام عن زراعة المحاصيل التي تشكل خطراً وعبئا اقتصاديا عليهم مثل القمح والحمص نتيجة ارتفاع تكاليف زراعة الدونم الواحد من هذه المحاصيل، ويلتفتون إلى المحاصيل الأقل تكلفة وأعلى عائد مادي، وسط توقعات بتفاقم أزمة الأمن الغذائي السوري.
وفي تصريح لموقع “سونا نيوز” بيّن الخبير التنموي “أكرم العفيف” أن تكاليف زراعة الدونم الواحد من القمح في منطقة الغاب بحدود 2.750 مليون ليرة سورية، تتوزع على ضمان أرض ٧٥٠ ألف ليرة، وتجهيز الأرض ٢٥٠ ألف ليرة، وثمن البذار ١٥٠ ألف ليرة، وتكلفة السماد ١ مليون ليرة، وتكلفة السقاية ١٥٠ألف ليرة، سقاية ومبيدات رفيعة وعريضة ٢٠٠ ألف ليرة، وأجور حصاد الدونم ١٠٠ ألف ليرة، وأجور نقل محصول ١٥٠ ألف ليرة، بالإضافة إلى مصاريف مختلفة.. بنزين دراجه وخدمة حقل .
وبيّن العفيف أنه في حال قسمنا المصروف على السعر الفعلي للقمح اليوم فمن المفروض أن ينتج الدونم لا أقل من 687 كيلو غرام من أجل تغطية التكلفة فقط، وهذا أمر مستحيل في الغاب، وهذا هو السبب الأساسي لعزوف المزارعين عن زراعة القمح، وتراجع المساحة المزروعة منه بنسبة 50 بالمئة عن الموسم الماضي .اقرأ أيضا:الحكومة تربح أكثر من 5 تريليونات ليرة من القمح
وأكد مدير عام المؤسسة العامة لإكثار البذار المهندس “وائل الطويل” في تصريح لمراسل “سونا” أن المؤسسة وفرت كميات كبيرة من بذار القمح المغربة والمحسنة وموجودة في مستودعات المؤسسة، وفروع المصرف الزراعي التعاوني بالمحافظات، إلا أن عزوف الفلاحين عن الزراعة أدى الى تراجع مبيعات بذار القمح هذا الموسم بنسبة 30 بالمئة .
وكانت المؤسسة العامة لإكثار البذار أعلنت قبل أشهر عن توفير 90 ألف طن من بذار القمح القاسية والطرية عالية الإنتاجية، إضافة إلى 5000 طن من بذار الشعير من الأصناف الثنائية والسداسية.
ويرى اقتصاديون أنه كلما زادت الأسرة الفلاحية غنىً ابتعدت عن محاصيل الفقراء وأشجارهم، وتوجهت نحو سياسة التنويع الزراعي واستثمار الأرض بشكل آخر .
اقرأ أيضا:الحكومة تتجاهل المنافسة في استلام القمح
وحددت وزارة الزراعة السعر التأشيري لمادة القمح للموسم الزراعي 2023-2024 بسعر 4200 ليرة سورية للكيلو غرام الواحد، وتقول أنها تعمل على تأمين نحو 82400 طن من الأسمدة وللموسم الزراعي الحالي، بينما الأسمدة لم تصل بعد إلى سورية بحسب مصادر “سونا”، وخلال الموسم الماضي لم يحصل الفلاحون على المازوت الزراعي المدعوم بسعر 2000 ليرة، وأمام الوعود الكبيرة وارتفاع تكاليف ومستلزمات الانتاج عزف المزارعون عن زراعة القمح على الرغم من الحاجة الماسة لها، فلماذا لم تنتبه وزارة الزراعة إلى هذه الظاهرة وتساعد على حل المشكلة وتداركها قبل تفاقمها، هذا السؤال يبحث عن جواب من إدارات جادة وقلبها على غلة القمح.
سونا نيوز
صفحة القيس بوك:https://www.facebook.com/narampress