اخترنا لكمتقارير خاصة

تربية ريف دمشق تبحث عن المدرسين بالفتيلة !!

بينما كانت سابقا الواسطات بالطابور للفوز بتكليف بالتدريس، اليوم تربية ريف دمشق تعلن عن نيتها التعاقد مع الكادر التدريسي قبل أشهر من العام الدراسي، وعلى ما يبدو من العام الماضي أن المتقدمين للتدريس يكاد لا يذكر الرقم بسبب تدني أجور التدريس من خارج الملاك على الرغم من المبادرات التي كانت تقوم بها التربية بالتعاون مع المجتمع الأهلي من تأمين النقل المجاني للمدرسين، وتوزيع عليهم السلل الغذائية لمحاولة تعويضهم والحفاظ عليهم حتى لا يتم اغلاق المدراس .

أجرة الساعة الفين ليرة

وعلى الرغم من قبول تكليف كل من يحمل شهادة ثانوية في تدريس المرحلة الابتدائية إلا أن النقص لا يزال كبيرا، والسبب معروف للجميع تدني أجرة الحصة الدرسية، وعدم قدرة الحكومة على رفع ثمن الحصة الدرسية أكثر من ذلك، كون يومية الاستاذ المثبت بعد 20سنة خدمة لا تجاوز 10 آلاف ليرة، فكيف ستعطي من هو تكليف أجور أعلى من الأستاذ الاصيل، وأمام هذه المعضلة يدفع الطلاب والأهالي والتربية الثمن .

تربية ريف دمشق

إعلان مديرية تربية الريف كان شاملا هذا العام، وشمل مدارس التعليم الأساسي حلقة أولى وثانية، والثانويات العامة والمهنية، وهذا مؤشر خطير على امتناع الناس وحتى العاطلين عن العمل من التوجه إلى هذه المهنة بسبب التدني الكبير في الأجور الذي لا يعادل أجور الطريق للوصل إلى المدرسة .

اقرأ أيضا: جلسة امتحانية لوزارة التربية : نجحت في تحطيم المجتهد وفشلت في محاسبة الفاسد

والسؤال اليوم في حال لم يتم تأمين الكادر ماذا ستفعل التربية؟ هل ستغلق مدارس في بعض القرى وتجمعات الريف؟ هل ستعتمد على المجتمع المحلي في صرف الأجور والتعويضات للمعلمين؟ هل ستسمح للعاملين في الدولة والمتقاعدين كونهم بأمس الحاجة للعمل بالتدريس في أوقات تناسبهم؟ هل ستسمح الحكومة للعاملين في الدولة من تحديد مركز عملهم أو ندبهم في المدارس القريبة من منازلهم من أجل انقاذ ما يمكن انقاذه وهو الخيار الأسلم؟!

إعادة النظر برواتب المدرسين

وعلى الرغم من كل هذه الحلول الترقيعية لا يمكن أن تحل المشكلة من جذورها من دون النظر الجدي في أجور ساعات التدريس، ومن غير المعقول أن يكون أجرة العامل في الساعة 15 ألف ليرة وأجرة المدرس في الساعة أقل من ألفين ليرة، أو أن تكون شهرية المكلف بالتدريس أقل من 400 ألف ليرة، والحل بالعودة إلى نظام التثبيت بعد تحقيق ساعات درسية فعلية بالنسبة للمدرسين، والغريب أن يكون لدينا الفائض في الشهادات والقلة بالمدرسين بسبب الرواتب.

اقرأ أيضا: وزارة التربية تفشل في التربية وتدمر أمل المتفوقين

والغريب بالأمر أيضاً أن الحديث عن توجيه من أجل إعادة النظر برواتب المدرسين خرج من المسؤولين في التربية، فلماذا لم يتم النظر في هذه الرواتب، ولماذا التكاسل في تأمين الكادر التدريسي أو السماح له بالتسرب إلى القطاع الخاص والمدارس الخاصة. أعيدوا النظر اليوم قبل الغد بأجور الساعات التدريسية، واصرفوا التعويض المحق لمن يدخل إلى الصفوف، ويعطي من قلب ورب من أجل اغلاق الدروس الخصوصية .

خط أحمر

صفحة الفيس بوك:https://www.facebook.com/narampress/

Visited 28 times, 1 visit(s) today