ترتيب الأولويات يُسرّع عجلة الإنتاج
خاص –
من يتابع تصريحات بعض المسؤولين والمستشارين والخبراء وحتى بعض المحرّضين، يجد أن هناك تيارًا واسعًا داخل السلطة اليوم لا يدرك أهمية دوران عجلة الإنتاج، حتى لو كان ذلك ببطء، فالأهم أن تبدأ في الدوران.
للأسف، هذا التيار المشحون بأفكار غريبة وحقد على مرحلة السلطة السابقة، يوجّه جهوده نحو ملفات معقّدة تُعيد الواقع السوري إلى القاع، وتمنع عجلة الإنتاج من التقدم.
وضع عجلة الإنتاج على سجادة السلم الأهلي
حتى تتحرك عجلة الإنتاج، يجب أولًا وضعها على سجادة السلم الأهلي، عبر إغلاق هذا الملف أو إخراجه من دائرة المهاترات إلى إطار القانون والحق والوثائق، فلا يمكن للعجلة أن تدور دون الاستقرار الاجتماعي والراية الخضراء للسلم الأهلي.
اليوم، يطالب بعض الجهات بحقوق استملكتها الدولة في سنوات سابقة لإنشاء طرق حيوية أو مشاريع خدمية، بينما يطالب آخرون بإلغاء الإصلاح الزراعي وإعادة الإقطاعية، في مشهد يعكس صراعًا غير متوازن. للأسف، بعض المستشارين يدفعون باتجاه إبطال كل القرارات السابقة وإعادة البلد قرنًا إلى الوراء، مما يدخلها في دوامة يصعب الخروج منها.
اقرأ أيضا:لجنة السلم الأهلي تفكر بعقلية الدولة
على سبيل المثال، يثير بعض الأطراف مؤخرًا جدلًا حول المرسوم 66، الذي أحدث واحدة من أفضل المناطق الحضرية في سوريا على أنقاض مخالفات وأبنية قديمة، ضمن عملية منظمة راعت توزيع الحصص بين المحافظة والملاك وفق أسس قانونية مدروسة. لكن اليوم، يتعالى صوت بعض الملاك المطالبين بإلغاء المرسوم وإعادة المنطقة إلى تعثر قضائي، رغم أن المشروع يشهد تطورًا سريعًا.
أولوية الاقتصاد السوري: الإنتاج أولًا
محافظة دمشق شكلت لجنة خاصة لدراسة الحقوق وإنصاف الجميع، وهو أمر واجب، لكن في المقابل، لا يحق للبعض تعطيل نهضة مدينة كاملة أو إرسال إشارات سلبية للمستثمرين من أجل مصالح شخصية ضيقة. المحافظة قادرة على التدقيق في الملكيات واتخاذ القرارات المناسبة، وهي صاحبة الحق في تنظيم أملاك الدولة وتقديم الخدمات الأساسية للمباني الجديدة والمناطق المخالفة. الأصوات التي تعلو هنا أو هناك، سواء تلك التي باعت حصصها أو رحلت عن البلاد، لا ينبغي أن تتحول إلى مصدر بلبلة يُعرقل السلم الأهلي ويعيق دوران عجلة الإنتاج.
اقرأ أيضا:دعوة لحماية السلم الأهلي ومواجهة الفتنة الطائفية في سوريا
انطلاقًا من هذا الواقع، يجب أن نتفق على أن الأولوية الاقتصادية الأولى للبلد اليوم هي دفع عجلة الإنتاج، ولن يحدث ذلك إلا بتوفير الأمن والاستقرار الاجتماعي. وحتى يتحقق السلم الأهلي، يجب تجاوز الجدالات العقيمة التي لا تضيف قيمة حقيقية، وعدم السماح بتحويلها إلى قضايا رأي عام تُطرح على المنصات الإلكترونية بلا ضوابط واضحة.
A2zsyria
صفحة الفيس بوك :https://www.facebook.com/narampress?locale=ar_AR