تسويق التبغ عشرات الاعوام من الفشل
دمشق..
في الوقت الذي دخل فيه الازدحام والوقوف في الطابور للحصول على علبة تبغ حياة السوريين يقبل موسم التبغ هذا العام وفيرا مع الانتشار الواسع للسماسرة والتجار لجمع المحصول وتنازل المؤسسة العامة للتبغ عن تحصيل حصتها.
المؤسسة رفعت أسعار التبغ المنتج محلياً بدرجة طفيفة وأرجعت السبب الى استيراد المواد الأولية المستخدمة في صناعة السجائر بما فيها الورق ، ولم تلمح الى رفع سعر التبغ الذي يتم شراءه من الفلاحين ، وعلى مايبدو أن الفلاحين فقدوا ثقتهم بالمؤسسة والية تسعيرها، ومع وجود التجارب نسبة كبيرة يتم الالتزام ببيع 10 بالمئة من المحصول الى المؤسسة والباقي في الاسواق السوداء كون التجار تدفع ثمن كيلو التبغ بحدود 7500 ليرة بينما حدّدت “وزارة الصناعة” لـ”المؤسسة العامة للتبغ”سعر شراء الكيلو غرام الواحد من محاصيل التبغ والتنباك لموسم 2019/ 2020، وتراوحت الأسعار بين 400 إلى 3000 ليرة سورية.
وكون التبغ يعتبر من أكثر المحاصيل ذات الأهمية يكمل دورة حياته في مدة قصيرة تتراوح بين 50 – 60 يوماً من تاريخ التشتيل حتى النضج والقطاف، لكنه من أكثر المحاصيل مردودية ويحمل في طياته الفساد والسمسرة والأخذ والرد وذمم اللجان كبيرة وصغيرة مثل أوراق الدخان ورائحتهم أنتن من رائحة الدخان اللف العربي، ومن يسأل عن الدليل والوثيقة نقول أن حديث الفلاحين أكبر دليل ، ونشاط التجار لشراء الأوراق الأكسترا خير دليل، وترك السمسرة في البيع والشراء دون ضبط من أكبر الأدلة .
ويعود تاريخ زراعة التبغ واستعماله في سورية إلى أكثر420 عاماً، والتجارب الزراعية على ادخال أصناف جديدة من التبوغ مستمرة منذ اكثر من 70 عاما نجحت في تبديل الاصناف وجعل المحصول ذو قيمة اقتصادية كبيرة للفلاحين، الا أن الفشل في تسويق المحصول لم تنجح الحكومات المتعاقبة ولا الإدارات المترهلة على ايجاد صيغة تسويقة مرضية بعيدة عن المزاجية، ومنطقية ومنصفة للفلاح و خزينة الدولة ومنعت تجار السوق السوداء من الانتشار وتشكيل مستويات من التجارة كما هو منتشر اليوم والصمت على هذه الحالة انما هي محاولة
التخلي عن الحصرية بالنسبة للدولة في منح الرخص والاشراف على زراعة التبغ نأمل ان لا نصل اليها كون هذا المحصول يحمل ما يحمله من مخاطر كبيرة الجميع يعرفها .
A2Zsyria