اخترنا لكمتقارير خاصة

تصريح خارق لوزير السياحة .. العام القادم سيكون أفضل

دمشق..
عندما يخرج إلينا وزير السياحة ليتحفنا بتصريح خارق بأنه تلقى عشرات الطلب لزيارة سوريا وأن العام القادم سيكون أفضل عام سياحي، فليسمح لنا معاليه بالاستيضاح مماذكره. إذ يبدو أن عمومية الصياغة تحتاج إلى محللي رموز وخبراء فك طلاسم وربما سنضطر للاستعانة بالمنجمين.

هل قصد معاليه بالعشرات مثلا عشرين أم ثلاثين وهل عندما قال الأحسن في توقعه للعام السياحي القادم، أحسن من العام 2021 مثلا أم الأحسن بدون مقارنة مع أي عام.
لاشك أن معالي الوزير يدرك أن للسياحة مقوماتها التي تتطلب خدمات وبنية تحتية جيدة، هل يعتقد معالي الوزير أن الخدمات التي يتنعم بها هي الخدمات التي يحصل عليها المواطنون أو السواح. يبدو أن للسيد الوزير تصورا بأن القادم إلى سوريا عبر المطار مثلا يرحب به كما يرحب بمعاليه عند عودته من السفر، نتمنى أن يسأل عن كيفيه استقبال الوافد في المطار. لننتقل إلى الفنادق، هل نفترض أن السائح سينزل حكما في فنادق الخمس نجوم وسيأتي إلى سوريا للاستمتاع بفرشات الفنادق الفارهة ويسعد بالكهرباء التي لا تنقطع فيها مثلا.

عن أية أعداد من السواح يتكلم وعن أية مفاضلة لاستخدام كلمة الأحسن يقصد، لماذا هذه المبالغة غير الموفقة والاسترسال في الغيبيات.
نعم نحن ممن يحب التفاؤل وكنا دوما من المتفائلين ولكن الموضوعية تقتضي احترام الاخرين ومراعاة مشاعر المستمعين من المواطنين. وكي لا ندع مجالا للعتب وتماشيا مع ماقاله السيد الوزير فنحن نرى بأنه من الممكن للبلد أن يزدهر سياحيا ونرى السواح بالملايين قبل العام 2030 ولكن علينا أن نحسن استخدام ما نملكه عن غيرنا من بلدان العالم وخصوصا دول الجوار.

فلو مثلا قال معاليه لنا بأن الناس التي ستعود في العام القادم والذي وصفه ” بالأحسن” سيكون دافعهم الأول التعرف على كيفية العيش بدون خدمات وكيف ستكون الحياة بدون كهرباء وبدون تدفئة وبدون تكييف، وكيف سيكون بإمكانهم التمتع بمراقبة النجوم في الليل حيث لاتلوث ضوئي أبدا وحتى في قلب العاصمة يمكن أن يروا النجوم أحياناً. نعم لو كانت هذه خطة وزارة السياحة لما اضطررنا لتفنيد مفرداته العامة الرمادية.

على كل حال، ما ذكرناه لا ينتقص من امكانيات سوريا الثقافيه وغناها وتنوع بيئاتها وحضاراتها وعراقة شعبها وأصالة تراثها، ولكن حقيقة أن للسياحة متطلبات اساسية لا يمكن فصلها عن متطلبات الناس من توفر الخدمات إضافة إلى الرقي في التعامل لا يمكن تجاهلها.

لمعاليه وللمهتمين بزيادة أعداد الوافدين لسوريا بقصد زيادة العوائد ورفد الاقتصاد، لدينا عدة ملايين من السوريين الذين حصلوا على جنسيات أوربية بحكم الإقامة وكثير منهم له أقارب ويتمنى أن يزور البلد وسيفعلها عاجلا أم آجلا. هذا السوري المغترب سيكون يوما ما أكبر رافد للاقتصاد الوطني والفريق الحكومي الخدمي بمن فيهم معالي وزير السياحة مطالبون بتوفير الحد الأدنى المطلوب لنا نحن المواطنين المقيمين بالبلد لأننا وببساطة صلة الوصل الحقيقية مع السوري المغترب.

والصورة الحقيقية للبلد تصله عن طريقنا وليس عن طريق التصريحات الإعلامية المفرطة بالإيجابية وغير الواقعية التي نسمعها أحياناً والتي نتفهم ضرورات بعضها أحيانا أخرى. نعم لسوريا التنوع والحضارة بلد الثقافات المختلفة، بلد الحب والخير والسلام.

Visited 12 times, 1 visit(s) today