جريمة تدمير القطاع الصحّي السوري
بيروت..
«لم أر أبداً في حياتي دماراً كالذي رأيتُه» في حلب؛ هذا ما قاله مدير «منظّمة الصحّة العالمية»، تيدروس أدهانوم غيبريسوس، في أعقاب زيارته المحافظة المنكوبة، والتي تُعدّ سواءً بمناطقها الخاضعة لسيطرة الحكومة أو تلك الواقعة تحت حُكم الفصائل المسلّحة، الأكثر تضرّراً من الزلزال الكارثة الذي ضرب سوريا وتركيا في السادس من شباط. ضررٌ مهول دفَع غيبريسوس إلى المطالبة بـ«دعم الشعب السوري الآن وفي الأيام والأسابيع والأشهر والسنوات المقبلة للاستجابة لهذه الكارثة». على أن الاستجابة الإقليمية والدولية الحاصلة إلى الآن، تبدو قاصرة عن مجاراة تداعيات الزلزال، خصوصاً أن هذه الأخيرة جاءت لتُتوّج سنوات طويلة من الحرب والحصار والعقوبات، أنهكت السوريين وهشّمت أنظمتهم الحياتية، بما فيها النظام الصحّي الذي يحتاج الآن إلى إعادة تأهيل كاملة، وفق ما يُظهره استطلاع «الأخبار» لأوضاع هذا النظام المتهالك. أمّا إدلب، التي ظلّت على مدار سنوات، أسيرة صور نمطية متضادّة، فقد جاءت الفاجعة لتُرجعها إلى قلْب التفكير السوري الجمعي، وتعيد فتح ملفّاتها الديموغرافية والاقتصادية والاجتماعية التي ندرت فيها المصداقية سابقاً، فيما الأكيد أنها كلّها سارت ولا تزال وستظلّ – في حال عدم تغيُّر الأوضاع – في اتّجاه تنازلي، مهشّمةً آمال جيل كامل لا يعرف كيف يخرج من دوّامة الحرب التي تنهشه منذ سنوات. على النقيض من تلك الصورة القاتمة، تبدو تركيا، على رغم هول الخسائر البشرية فيها، والتي يُتوقّع أن تُقارب سبعين ألف قتيل، وقد استطاعت أن تجتذب إليها كمّاً هائلاً من المساعدات والتبرّعات التي ستُعينها على مواجهة نكبتها، من دون أن يعني ذلك استقراراً سياسياً بات أكثر بُعداً، في ظلّ تحفُّز المعارضة للانقضاض على سلطة الرئيس رجب طيب إردوغان.
الأخبار اللبنانية