اخترنا لكمالمزيد من آي تو زد سيرياتقارير خاصة

جلسة امتحانية لوزارة التربية : نجحت في تحطيم المجتهد وفشلت في محاسبة الفاسد

مع انتهاء الامتحانات العامة لا بد من جلسة امتحانية لوزارة التربية لتقييم التغيرات التي أجرتها على الامتحانات، ووضع النقاط على الحروف، والاجابة عن الأسئلة، أين نجحت؟ وأين أخفقت؟ من أجل البناء على النتائج الإيجابية في الأعوام القادمة.

وزارة التربية

 

صحيح أن التغيير في الأنظمة الامتحانية والمناهج دائما يدفع الضريبة ولو بنسب متفاوتة جيل يتم تطبيق الاختبارات عليه، وما حدث هذا العام من تطبيق الوزارة لبعض الاختبارات دفع ثمنه للأسف الطالب المجتهد.

اقرأ أيضا:وزارة التربية تفشل في التربية وتدمر أمل المتفوقين

وزارة التربية وبحسب الأهداف الاستراتيجة لها تبحث عن إنشاء جيل متعلم، وعلى أرض الواقع لا يوجد ورقة إضافية أو حساب أن أسئلة الرياضيات تحتاج إلى وقت إضافي، أو ورقة إضافية، فإذا كنا متفقين على أن الغاية من التعليم هو الوصول إلى طالب في الثانوية قادر على حل مسألة معقدة، وهذا الطالب فعلا هو قادر على الحل لكنه يحتاج في الدرجة الأولى إلى دفتر إجابة لا يخزله، وإلى ورق مسودة، وإلى وقت للحل على المسودة، والنقل للمبيضة من أجل اقناع المصحح أن الطالب مجد وحل بثقة من دون تردد، وهذا الأمر أبسط ما يمكن تأمينه، وخاصة في مادة الرياضات، والمشكلة تتكرر في كل عام من دون حل، وعلامة السؤال هنا للوزارة هي فشل أول.

عقدة العلامة التامة

الوزارة ذهبت باتجاه تصعيب الأسئلة من أجل التخلص من عقدة العلامة التامة، وهذا في المبدأ صحيح، ولا يجب أن تكون العلامة التامة من وجهة نظرها هي الغاية، لكن في الواقع لماذا يحتاج الطالب للعلامة التامة في المرحلة الإعدادية يحتاج لها من أجل الدخول إلى مدارس المتفوقين من دون اختبار، كون الاختبار مخترق من قبل أصحاب النفوذ في سورية، وكون مدارس المتفوقين فيها ميزة وجود أكبر عدد من الطلاب المجتهدين من جهة، وكونها مختلطة من جهة أخرى، وبسبب قلة المدارس، وكون التربية عملت من هذه المدارس ميزة تفضيلة على حساب المدارس الأخرى، وأصبح الخيار لدى الأهل إما المدارس الخاصة أومدارس المتفوقين وهذا الفشل الثاني .

طبيب الأطفال لا يقل أهمية عن طبيب الغسالات

 

وفي المرحلة الثانوية لماذا يحتاج الطالب إلى العلامة التامة كونه حتى يستطيع أن يدرس فرع في الجامعة عليه القيمة ومطلوب في حال السفر، أو يحمل قيمة اجتماعية نتيجة فشل سابق وتاريخي في التعليم في سورية، وعدم القدرة على تكريس معادلة أن طبيب الأطفال لا يقل أهمية عن طبيب الغسالات (فني الأدوات الكهربائية) الذي ينعشها بعد توقفها عن العمل، وكون تكلفة السنة الواحدة في الجامعات الخاصة تصل إلى 20 مليون ليرة، وعدم قدرة غالبية الأهل للقيام بهذا الحمل، فكان التوجه نحو التفوق للفوز بمقعد في الجامعات الحكومية، وهنا سقطت التربية في الفوز بالشهادات العالية من قبل أصحاب الأموال وظهور جيل من الأطباء المهندسين لا يمت للمهنة بصلة، وهذا الفشل الثالث.

أسئلة صعبة

وزارة التربية وكعادتها تعلم الأطفال مبادىء الديمقراطية والصدق الشفافية والأفكار الجميلة، وهي اليوم أمام أصعب امتحان أن يخرج مسؤول في التربية ويتحدث للناس بشفافية ويجيب على الأسئلة اللئيمة التي يسألها الشارع، و يقول لهم من هي العصابة التي عملت على تفشيل العملية التعليمية في سورية، من خلال تسريب الأسئلة؟ وهذا أبسط حق للشعب وعلى الوزارة أن تحل هذا السؤال، وفي أي قبو تمت العملية، والعصابة ممن مؤلفة، وزعيم العصابة من هو؟ ومن يتستر عليه؟ ومن سمح بتعينه مدير وفي سجله محكوم بجناية؟ وهل تم الافراج عنه؟ وما هو السبب؟ وكم عملية غش تم ضبطها؟ وكم فاسد تمت محاسبته؟ وكم مركز امتحاني ممنوع الاقتراب منه؟ وكانت الفوضى عارمة فيه، وما هي العقوبات التي سطرت ليس من أجل التشفي بل من أجل الشفافية وتبريد قلوب الأهالي الذي احترقت قلوبهم وجيوبهم بالدفع على أولادهم؟ وهناك ابن فاسد يأخذ مقاعدهم بالغش والنقل والواسطة، وهذه الأسئلة اللئيمة كا جاءت أسئلة الفرنسي والرياضيات، وكما تعثر الطالب المجتهد في الحل ليس بسبب قلة التحضير بل بسبب الوقت المخصص الوزارة تتعثر أوبالعربي الفصيح تفشل في الإجابة على هذه الأسئلة؟ وهي ساقطت حكما في مبادىء الصدق والشفافية.

من نجح وتفوق هو الموجه الأول

في نهاية العملية الامتحانية صحيح أن الجهد كبير على مستوى الدولة، وأن الامتحانات تهم كل أسرة سورية، وان الظروف المادية صعبة جدا، لكن من نجح وتفوق هو الموجه الأول الذي جميع عشرات الملايين من جلسات امتحانية، والموجه الذي استطاع قهر رفاقه بتغيير نمط الأسئلة، وبعض الفاسدين الذين استطاعوا اللف على اجراءات التربية، والعصابة التي خرجت من السجن دون محاكمة، ومن سقط في الامتحان الطالب المجد المجتهد الذي راهن على تعبه واجتهاده، ووزارة التربية تأخذ درجاتها من تعليقات الشعب الغاضب، وحكما التقييم الجاد يحتاج إلى جلسة امتحانية وطنية.

خط أحمر

صفحة الفيس بوك:https://www.facebook.com/narampress?locale=ar_AR

Visited 51 times, 1 visit(s) today