حتى لو لم تُحل مشاكل الناس وتخف معاناتهم إعفاء خميس خطوة طيبة
في أغلب دول العالم يكون هناك طقوس احتفالية للتسليم والاستلام بين المكلف الجديد بمهمة ورسمية والقديم المعفى، ويبدو على أغلب المسؤولين المنتيهة مهامهم علامات السرور أو على الأقل غير مكتئبين من تركهم للمنصب الذين كانوا يعتلونه، وكأن الأمر يبدو وكأنه نزول من الجبل العالي إلى الوادي السحيق ومن النعيم إلى الجحيم.
كنا نتمنى على رئيس الحكومة أن يلحظ هذا الأمر ويتم اعتماده وتعويد المسؤولين عليه من الوزراء والمدراء العامين، وطلب إشراك الإعلام بهذا الأمر الذي يعزز ثقافة الاحترام ويجعل من إعفاء المسؤول من منصبه إجراء طبيعي سلس ومقبول من المسؤول والعامة على حد سواء. إلى الآن لم نر شيئاُ ومن الممكن أن يفاجئنا رئيس الحكومة المقال بلفته من هذا النوع.
لن نقول للسيد عماد خميس إلا شكراً لك، إذ لا يستطيع الناس أن ينكروا بأنه رسم الضحكة على ثغورنا عندما كان وزيراً للكهرباء وأتحفنا بتصريحاته العجيبة الغريبة، وكان مادة دسمة للنقد وكان صدره رحباً لتقبل النقد الذي وصل إلى حدود قاسية أحياناً وهذا شيء لا يمكن إنكاره (من باب الواحد يحكي اللي إلو واللي عليه).
نأمل أن تُوفق الناس المتعبة وتحكل عيونها برؤية حكومة وطنية نشيطة غيورة قادرة على تحمل المسؤولية وتلملم جراح السوريين وتخفف من معاناتهم وتساهم في وضع لبنة أساسية لسورية الغد وسوريا الحب وسوريا القوية بأهلها وأبنائها المحبين أينما كانوا.
لا أحد يستطيع أن يتجاهل ورغم الزمن القصير على إعفاء السيد عماد خميس، بأن الناس فرحت لهذا الإعفاء أو على الأقل ارتاحت. نعم الظروف صعبة و إدارة الحكومة ليست مهمة بسيطة أبداً ولكن الحياة سوف تستمر ولا بد للأمل من أن يتجدد. قد يكون ضخ دماء جديدة في الحكومة يساعد على حلحلة بعض الأمور التي تقض مضاجع الناس وتكاد تطبق عليهم. نتمنى للبلد الخير وللقادمين في مواقع المسؤولية النجاح والتوفيق في خدمة مصالح الناس والبلد أولاً واخيراً. وليتذكروا بأنهم موظفون وسيكون مصيرهم كخميس يوماً ما، متعظين مما يتناقله الناس فيما بينهم ” يا خميس لو دامت لغيرك ما وصلت إليك”.