حل منطقي لإعادة ما تهدم بسرعة
دمشق..
الزلزال المدمر الذي دمر كيان الشعب السوري وزاد من تشظي نفسيته وأحلامه المحطمة أصلا، يحتاج إلى عمل إغاثي يتمتع بالمرونة والقليل من الفوضى والهدر في إدارة الموارد من جهة، وفي اطالة امد الإغاثة من جهة أخرى.
ومن الطبيعي أن يمر العمل الإغاثي ضمن برنامج محاسبة وإدارة مستودع لضبط ومعرفة المدخلات الإغاثية ومصدرها ونوعيتها وفرزها، وضبط المخرجات وآلية توزيعها والوصول إلى المتضررين بأيسر طريق دون جرح مشاعرهم، إلا العمل الأساسي الذي يجب أن تعمل عليه الدولة بسرعة هو إسكان العائلات في شقق وأن تدفع لهم أجور الشقق.
وإذا اعتبرنا أن الزلزال خلف 10 آلاف أسرة تحتاج الى إسكان و أن آجار كل مسكن 200 ألف ليرة وسطيا سيكون حاجتنا إلى دفع أجور 2 مليار ليرة شهريا، وإذا دفعت الدولة مثلهم مساعدة عاجلة شهرية أي بحاجة إلى مصروف 4 مليارات ليرة شهريا حتى يتم إعمار المساكن من جديد أو تدعيمها .
وفي هذا الإطار أيضا بعد إحصاء الأبنية المنهارة بشكل كلي وأماكنها يمكن إصدار مرسوم تشريعي بتنظيم المنطقة إذا كانت غير منظمة والسماح بالبناء 8 طوابق بدلا من 4 طوابق ، وتلزيم التعهد إلى شركات أو مقاولين لهم سمعة والتعهد يكون 50 بالمئة وهنا يتم إعمار السكن للمتضررين ببلاش وبإشراف هندسي مع الالتزام بالكود السوري ضد الزلازل، وعندها سيتم إعادة إعمار المنازل بسرعة وبوقت قياسي مع تسهيلات مصرفية للمتعهدين الشرفاء، وإغلاق ملف المتضررين خلال أشهر قليلة، وتكون الأضرار في حدها الأدنى .
السير في هذا الاتجاه سيوفر عناء الطبخ اليومي والإسكان الجماعي في معسكرات طلائع أو مساجد أو صالات رياضية ومدارس وسيوفر هدر الإغاثة وسيحفظ كرامة المهجرين وإيصال المعونات لهم إلى أماكن تواجدهم وستغيب المناظر غير الحضارية في توزيع المساعدات.
وما تقوم به الإسكان من إنشاء غرف مسبقة الصنع أتوقع أنه لا يفي بالغرض، وعليها التفكير بإيجاد أبراج وتخصيص حصتها في السكن الشبابي للتأجير كونها ستكون بحاجة في ملفات التنظيم إلى سكن بديل وسواها..
ما نود قوله أن العمل الإغاثي يتطلب المرونة والتفكير خارج الصندوق وإدارة الملف بحكمة ومن دون مصالح شخصية، واستخدام الأتمتة في إدخال وإخراج الإغاثة، والإسراع في إسكان الجميع اليوم قبل الغد، و إصدار الوثائق الضائعة بسرعة ومن دون مماطلة.
الساعة_25