حوافز بلا ضوابط طاعة إدارية بلا انتاج
دمشق..
رفع مدير احد المؤسسات الانتاجية في سورية توصية الى الجهة المختصة لمنح مكافأة مالية خاصة إلى العاملين كل حسب أدائه ومساهمته في تحقيق أهداف المؤسسة، ففرح العاملون بتلك التوصية فهذا ما كانوا يتوقعونه تقديرًا واعترافًا من الإدارة بجهودهم غير العادية التي بذلوها، لكن للاسف عند التوزيع كانت الكوارث الادارية تحدث حيث سقط اسماء من هم قاموا بالاعمال، وتصدرت اسماء لا علاقة لها بالعمل لا من قريب أو بعيد وهذا للاسف حال مؤسساتنا في سوية .
الموازنة العامة للدولة لحظت في البنود المالية للعام القادم أنظمة حوافز فاعلة وشفافة لدى الوزارات والجهات العامة تسمح بربط الحافز بالإنتاج، هذا من حيث المبدأ لا غبار عليه لكن من جهة التنفيذ نتمنى واتوقع من خلال متابعة الواقع الاداري ان الامنية غير قابلة للتنفيذ، أن يكون التوزيع عادل وان توضع صيغة تنفيذية تضمن وصول الحوافز الى “التعيبة” وأصحاب الخبرات ومن يقضون اوقاتهم في العمل الحكومي، وليس الى غير المستحقين ممن يقضون اوقاتهم في العمل تسلية وعدم اهتمام ومن دون اي انتاج.
المديح والترقي وزيادة الرواتب والمكافآت والحوافز المالية دوافع مهمة تؤثر في حفز العاملين وإنتاجيتهم في بيئة عمل صحية، لكن في المقابل عدم العدالة في التوزيع يترك اثرا سلبيا ويسقط ولاء العمال لمؤسساتهم كون القوة الدافعة لانجازات العمال تناضل أكثر من أجل تحقيق المزيد من النجاح في حال الثناء الصادق على الجهود ومكافأة الانجازات بشكل مستمر وصادق لمن قام فعلا بالانجاز .
مشكلة تدني الرواتب والأجور لا يمكن أن يعوض مكانها حفنات من الحوافز والمكافآت والنثريات الخاضعة للضرائب والرسوم، صحيح هذه الحوافز تشجع على العمل في حال كانت مجدية وتستحق التضحية فيتنافس العمال ويتسابقون لزج أنفسهم في العمل كما هو الحال العمل في الامتحانات التربوية والعمرة للمنشات الكبيرة .
ومن المعيب جدا ان يتم تخصيص الجزء الأكبر من الحوافز والمكافآت الى المدير وحاشيته وحاشية حاشيته، وأن يبعد العمال من الحصول على الحوافز أو وصول الفتات لهم وهذا ما يحدث في مؤسسات الدولة للأسف كون منح الحوافز والمكافآت تتم بمزاجية فاقعة ولا يوجد أدنى معايير المهنية والعدالة .
واليوم المطلوب من رئاسة مجلس الوزراء وضع التعليمات التنفيذية التي لا تؤول لمنح الحوافز مع السقوف المحددة للمدراء من أجل جذب أفضل الكوادر البشرية للعمل بصدق وبحوافز عادلة تتيح لها أن تنتج وتبدع وتبتكر إذا وفرنا لها بيئة العمل الصحية والمحفزة هذا ما نتمناه، وهو مطالب الجميع وترك الحوافز على واقعها الحالي ستذهب الى غير مستحقيها، وستزيد من حالة فرض الطاعة القائمة اليوم للادارات والوصول الى حالة غير مطلوب منك العمل أو الانتاج فقط عليك بتمسيح الجوخ وتمجيد الادارات بتعليقات ومنشوات فيسبوكية .
A2Zsyria