خريجو كليات الصيدلة بالآلاف سنويا يدفعون عشرات الملايين كلفة دراستهم وبلا عمل
أكثر من 3 آلاف خريج سنويا من كليات الصيدلة في الجامعات الحكومية والخاصة ينتظرون بلا أمل وعمل، والسبب أن العمل الصيدلاني ضمن الصيدليات غير ممكن، كون انتشار الصيدليات ضمن المدن وبعض الأرياف حقق الاكتفاء الذاتي وزاد.
وبحسب مصادر “سونا نيوز” أن الترخيص لصيدلية في المدن ومناطق المخالفات يحتاج إلى معاملة معقدة، وحساب البعد في جميع الاتجاهات، ويجب أن يكون مقر الصيدلية الجديدة يبعد في الحد الأدنى 60 مترا عن أي صيدلية أخرى مجاورة .
وبالرغم من واقع خريج الصيدلي بلا عمل، ومنهم من يعمل في التسويق والمبيعات التجميلية، وارتفاع أقساط كلية الصيدلة إلى عشرات الملايين حتى يتخرج الطالب، وبحسب كل جامعة خاصة أو حكومية لا يزال الإقبال كبيرا على هذا الفرع، وبحسب المصادر أن جامعة خاصة تضم اليوم حوالي 660 طالب وطالبة حاليا، وهذه الجامعة تفتخر أنها خرجت 14 دفعة سابقة وعددهم يفوق 1300 طالب وطالبة.
وبينت الدكتورة الصيدلاني سمر النقري في تصريح خاص “لسونا نيوز” أن الحل الأمثل لحل مشكلة الأعداد الكبيرة من الخريجين هو إيجاد فرص عمل لهم خارج اطار العمل ضمن الصيدلية، وهذا يحتاج من وجهة نظرها إلى السماح بفتح ماجستيرات وتخصصات أخرى للعمل في المواد الغذائية والتجميلية، وفتح مشاريعهم الصغيرة، والعمل أسوة بجميع دول العالم خارج اطار عمل الصيدلية، والتوجه إلى الشركات والمعامل .
واعتبرت النقري أنه من الخطأ جدا التوجه إلى تخفيض المسافة بين الصيدليات، او المناورة بالتناوب حسب الأيام، والأفضل ايجاد افكار جديدة لتشغيلهم بما يلبي حاجة السوق كما هو الحال في جميع دول العالم، والأمر يحتاج إلى بعض القرارات والأفكار والتسهيلات، واتاحة الفرص ويمكن تشغيل جميع الخريجين في مشاريع أسرية وصغيرة .
واشارت النقري إلى وجود عشرات التخصصات الأخرى ضمن فرع الصيدلة، وجميع دول العالم تتجه الى هذه التخصصات من العمل الحر الصيدلاني، والغرافيك ديزاين، وصناعة المحتوى والترجمة الطبية، وهذه التخصصات ضرورية جدا اليوم للعمل الصيدلاني ،ومطلوبة بكثرة في سوق العمل .
وأضافت النقري إن التوجهات نحو المشاريع والصغيرة والمتوسطة بالنسبة للعمل الصيدلاني مازال في بدايته، ولا يوجد تشجيع لهذا التوجه على الرغم من وجود الكثير من الأفكار الريادية التي يمكن العمل عليها من صناعة مواد التجميل، وكل ما يخص الشعر والبشرة والجلد.
وقال النقري إن التوجه نحو المشاريع الصغيرة يحتاج في البداية الى الدعم الشخصي للخريج، وهذا غير موجود بالإضافة إلى الدعم المادي، ويحتاج إلى الدعم التقني والفني، ويحتاج العمل إلى قوننة والى تشجيع الخريجين لإقامة مشاريعهم الصغيرة، بإتاحة الدراسة لهم لمدة سنتين من أجل التخصص، والترخيص حسب تخصصهم، اما في المواد التجميلية أو المواد الطبية، أو الغذائية، وهذه التخصصات مطلوبة وبكثرة لكن لدينا في سورية لا يسمح سوى للخريجين الأوائل اكمال الماجستير، وبقية الخريجين يسافرون من أجل اكمال دراستهم كونه لا يوجد أكاديميات سورية خاصة تمنح هؤلاء الخريجين الدراسة المطلوبة، وهذه الشهادات لم تعتمد بعد في سوريا.
سونا نيوز