اخترنا لكمعرب وغرب

خطاب دولي على ارض دير الزور وهذا ماحدث

بيروت..
كشفت تسريبات جديدة نشرتها صحيفة الاخبار اللبنانية بعنوان “إسرائيل تخاطب بايدن في سوريا: لدينا بنودنا!”قالت فيه ان العدوان الاسرائيلي على دير الزور كانت القوات الايرانية على علم به واخلت مواقعها كما كشفت حيثيات الاعتداء والية تنفيذه .
العدوان الإسرائيلي على محافظة دير الزور، أمس، الأوسع ضدّ الأراضي السورية منذ قرابة عامين، سواء لجهة عدد الغارات أم لناحية خريطة الاستهداف الذي تَركّز في معظمه على مقارّ عسكرية تابعة للقوات الرديفة، السورية والأجنبية، المدعومة من إيران. ووفق مصادر ميدانية عاملة في المنطقة، تحدّثت إلى «الأخبار»، فإن «العدو شنّ نحو 18 غارة، استهدفت مواقع للجيش السوري والحلفاء في دير الزور، وتحديداً حاجزاً عسكرياً تابعاً لفرع الأمن العسكري، ومستودعات عيّاش العسكرية الكبيرة، إضافة إلى كلّية التربية القديمة في حي بورسعيد، وأطراف حيَّي هرابش والعمّال، فضلاً عن المطار العسكري في مدينة دير الزور، إضافة إلى عدّة مواقع عسكرية تتمركز فيها القوات الصديقة في باديتَي الميادين والبوكمال، ومعبر البوكمال – القائم». وشملت خريطة الاستهداف مناطق ممتدّة على طول يزيد على 130 كلم بين دير الزور والميادين والبوكمال، وصولاً إلى الحدود مع العراق شرقاً، مع التركيز على مواقع القوّات الرديفة المدعومة من الإيرانيين في المحافظة، على رغم أن الهجمات الجوية التي استمرّت نحو 40 دقيقة طالت، أيضاً، موقعَين للجيش السوري في دير الزور.

وقالت الصحيفة إن إسرائيل لا تبادر عادةً إلى شرح ما تقوم به. هي تخوض معركة قواعد ووقائع. لكنها تستفيد من استخدام خصوم محور المقاومة وأعدائه في المنطقة لأجل التشريح والتحليل، وحتى تقديم الأمر بصورة مختلفة، من الإشارة إلى حجم الضربات ونوعيتها، مروراً بحجم الخسائر البشرية والمادية، وصولاً إلى تحديد هوية الذين تَعرّضوا للضربة. ويبدو أن هذه الأطراف ترفض الإقرار بواقعة أن العدو يسعى بكلّ ما أوتي من جهد لتجنّب استهداف أي موقع يوجد فيه عناصر من «حزب الله»، كما صار يتجنّب أيضاً إصابة الحرس الثوري الإيراني. وهذا الحذر مردّه إلى أن المقاومة في لبنان ستردّ حكماً على تلك الضربات. وإسرائيل، هنا، لا تريد مراكمة رصيد الهجمات المتوقّعة ضدّها من قِبَل المقاومة.

واشارت الصحيفة في الجانب الميداني، يجب الالتفات إلى أن مسرح الغارات إنما يقع عملياً ضمن دائرة العمل والمسح الاستخباري العسكري والأمني الأميركي، وأن أيّ معلومات تفصيلية تريدها إسرائيل سوف تحصل عليها من الجانب الأميركي، وهي مضطرّة إلى التنسيق معها حول الأهداف وحول توقيت الضربات ونوعيتها أيضاً. وبالتالي، فإن ما جرى لا يمكن اعتباره عملاً إسرائيلياً مستقلّاً عن الجانب الأميركي، ولا يمكن للعدوّ أن يعمل هناك من دون تعاون كامل مع الأميركيين.

وانطلقت، الطائرات الاسرائيلية من قاعدة «نيفاتيم» في بئر السبع داخل الأراضي الفلسطينية المحتلة، وحلّقت في الأجواء الأردنية، وصولاً إلى مثلّث الحدود مع سوريا والعراق، لتُنفّذ عدوانها وتُطلِق صواريخها من أجواء منطقة التنف التي تحتلّها القوات الأميركية على الحدود السورية – العراقية – الأردنية. ووَفّر «التحالف الدولي» غطاءً لحماية طائرات العدوّ عبر تحليق سرب للمقاتلات الأميركية في أجواء ريف دير الزور، بالتزامن مع الإعلان عن مناورات تجريها واشنطن في محيط الحقول النفطية في الريف الشرقي للمحافظة. كذلك، عمد «التحالف» إلى التشويش على رادارات الدفاع الجوي السورية، لتوفير بيئة مناسبة لتُحقِّق الغارات أهدافها بشكل دقيق، ما يكشف عن تنسيق مسبق وواسع بين الطرفين.

في المقابل، تلفت المصادر الميدانية المطّلعة، التي تحدّثت إليها «الأخبار»، إلى أن «التنسيق العالي المستوى بين سوريا وإيران دفع بالقوات كافّة إلى إخلاء مواقعها وتنفيذ ما يشبه إعادة انتشار في المنطقة، ما خفّف من الخسائر إلى حدّ بعيد». وتضيف أن «ما يدّعي العدوّ والأميركيون وجوده في النقاط التي استهدفها العدوان، والحديث عن معدّات نووية، ما هو إلا كذبة كبيرة أخرى، إذ لا يوجد في هذه النقاط سوى العتاد العسكري اللازم للجيش السوري وحلفائه لقتال تنظيم داعش الذي صعّد هجماته مؤخراً في المنطقة».

ويبدو أن تل أبيب تسعى بالفعل إلى استغلال الأيام الأخيرة لإدارة ترامب لتوجيه أكبر عدد ممكن من الضربات إلى أعدائها. وفي هذا الإطار، تحدّثت مصادر إسرائيلية، صراحةً، إلى وسائل إعلام عبرية، عن «نيّة تل أبيب رفع مستوى الغارات على الأراضي السورية إلى 3 غارات كلّ عشرة أيام، بدلاً من واحدة كلّ ثلاثة أسابيع»، وهو ما بدأ العدوّ بتنفيذه، إذ ارتفعت وتيرة الغارات الإسرائيلية على سوريا في الآونة الأخيرة. كذلك، يَظهر أن الإدارة الأميركية الحالية عملت على رفع مستوى تنسيقها بشكل كبير مع الإسرائيليين أخيراً، بهدف تقييد الإدارة الجديدة في التعامل مع إيران وحلفائها، ومحاولة إلزامها بانتهاج سياسة مشابهة لما اختطّته.

A2Zsyria@الاخبار 

Visited 10 times, 1 visit(s) today