روبرت فورد يكشف تفاصيل جديدة حول التحولات في سوريا ودور الولايات المتحدة
ترجمة خاصة-
كشف روبرت فورد، الذي شغل منصب سفير الولايات المتحدة في سوريا بين 2011 و2014، في محاضرة ألقاها بدعوة من مجلس العلاقات الخارجية في بالتيمور بتاريخ 1 أيار الماضي عن العديد من النقاط المهمة، خصوصًا فيما يتعلق بالتحولات في شخصية الرئيس أحمد الشرع ولقاءاته معه، إضافة إلى أجوبة حول الدور الأميركي في المنطقة.
المعلوم أن روبرت فورد سياسي أميركي مخضرم، له خبرة واسعة في قضايا الشرق الأوسط، وكان عنوان محاضرته: “المتمردون السوريون فازوا… ماذا الآن؟”.
أبرز النقاط التي ذكرها في محاضرته
🔹 دوره في تدريب الشرع
أكد فورد أنه كان من الذين دربوا الرئيس الشرع بناءً على طلب البريطانيين، والتقى به في إدلب عامي 2020 و2023، حيث قال له خلال اللقاء:
“لم أكن أتخيل أنني سأجلس معك بعد أن كنت تقاتل الأميركيين في العراق.”
كما أوضح أن الجولاني كان من الشبان الذين سهلت المخابرات السورية مرورهم إلى العراق بعد عام 2003 لمقاتلة القوات الأميركية.
🔹 اللقاء في قصر الشعب
بعد وصول الشرع إلى القصر الرئاسي في دمشق، زاره فورد في كانون الثاني 2025، ومازحه بالقول:
“لم أكن أتوقع أن أراك هنا!”
فأجابه الجولاني مبتسمًا:
“أحببت أن أفاجئك، سعادة السفير!”
🔹 علاقاته مع القوى الدولية
أشار فورد إلى أن الجولاني يكن عداءً واضحًا للإيرانيين، حيث طردهم من دمشق فور تسلمه السلطة وأغلق سفارتهم، كما ذكر أنه لا يحب الروس لكنه اضطر للتعامل معهم في مجالات طباعة العملة والنفط.
🔹 الرؤية الأميركية لإصلاح سوريا
أكد فورد، في معرض رده على أحد الأسئلة، أن الولايات المتحدة لا يمكنها إصلاح سوريا، وما يمكن أن تفعله هو رفع العقوبات وتشجيع السوريين على الحوار الداخلي، مشيرًا إلى أن السوريين لم يتحاوروا منذ أكثر من خمسين عامًا.
وضرب مثالًا حول التوقعات المفرطة بالتفاؤل بعد لقاء الشرع-عبدي واتفاقهما على تسوية سياسية، حيث قال فورد:
“من غير الممكن حل الأمور ببساطة، لأن المجتمع الكردي لم يجرِ معه حوار جاد منذ عقود طويلة.”
🔹 مستقبل الوجود الأميركي في المنطقة
كرر فورد مرات عدة أن الولايات المتحدة لا يمكن أن تبقى في المنطقة إلى الأبد، كما أكد أن الأكراد الذين حاربوا تنظيم الدولة لا يمكن أن يكونوا مدينين للأميركيين إلى الأبد.
🔹 إمكانية الديمقراطية في سوريا
عند سؤاله عن احتمال قيام هيئة تحرير الشام ببناء نظام ديمقراطي في سوريا، أجاب فورد:
“لا أعتقد أن سوريا ستتحول إلى ديمقراطية هذا العام أو العام المقبل، لأن غياب الأحزاب السياسية والخبرات التنظيمية يجعل الانتقال الديمقراطي أمرًا بالغ الصعوبة.”
كما أشار إلى تجربة العراق، حيث لم يتمكن من إجراء انتخابات ديمقراطية ناجحة إلا بعد محاولتين فاشلتين.
🔹 الوضع السياسي الداخلي
أوضح فورد أن حتى حزب البعث كان لديه مكاتب في دمشق والمحافظات، لكنه لم يكن مسيطرًا فعليًا، لأن السيطرة كانت للأجهزة الأمنية والمخابرات، فيما كان الحزب مجرد تجمع لتبادل المصالح والخدمات.
🔹 خطوات السلطة الجديدة لطمأنة الرأي العام
يرى فورد أن السلطة يمكنها اتخاذ إجراءات سريعة لكسب الثقة، مثل:
عدم سجن المواطنين لمجرد إبداء الرأي.
السماح بحرية التظاهر والتعبير والإعلام.
الحفاظ على الحقوق الأساسية، مؤكدًا أن الأمم المتحدة يمكنها المساعدة في تحقيق الديمقراطية إذا تحسنت الظروف.
🔹 الحريات وسيادة القانون
أكد فورد أن الحفاظ على الحريات الأساسية ضرورة لبناء الدولة، مشددًا على أن تعزيز سيادة القانون هو الخطوة الأهم على طريق الديمقراطية، والتي قد تحتاج سنوات للوصول إلى نظام يعتمد على الانتخابات وصناديق الاقتراع.
🔹 مواقف القوى الإقليمية
كشف فورد أن إسرائيل تريد سوريا ضعيفة ومقسمة، وكرر هذه الفكرة أكثر من مرة، معتبرًا أن ذلك يحقق مصلحتها. كما أشار إلى أن تركيا ترى أن لها مصالح في سوريا، وتتطلع إلى جني مكاسب اقتصادية من إعادة الإعمار، وهو ما قد ينعكس إيجابًا على اقتصادها الداخلي.
🔹 تقييم مستقبل السلطة الجديدة
لم يبدِ فورد مخاوف من فشل الإدارة الجديدة في سوريا، كما استبعد احتمال تحول البلاد إلى نموذج مشابه لليبيا.
🔹 هل الأميركيون أكثر فهمًا لسوريا من أهلها؟
في ختام محاضرته، خلص فورد إلى أن الولايات المتحدة تعرف سوريا والمنطقة أكثر مما يعرفها السوريون أنفسهم، وهي رؤية تثير الكثير من التساؤلات حول كيفية تعامل المجتمع الدولي مع الأزمة السورية في المرحلة المقبلة.
a2zsyria
صفحة الفيس بوك:https://www.facebook.com/narampress