سر الحصول على العلامات الإمتحانية
مع خروج طلاب الشهادتين الإعدادية والثانوية للمراجعة قبل الامتحانات المرتقبة في شهر حزيران المقبل، يبحث أهالي الطلاب عن النوط الامتحانية وعن الجلسات الترميمية لسد النقص المحتمل في دراسة أولادهم، ويعملون جاهدين لصناعة علامات الطالب من خلال التدريب المكثف على التعامل مع الأسئلة، وفهم نماذج التصحيح من أجل كسب أقل أجزاء من العلامة.
وبالتوازي يتحضر أهالي الطلاب ممن لديهم شهادات العام المقبل وبدأوا بالاستنفار للبحث عن معاهد والتسجيل منذ بداية الصيف في منهاج الشهادة وتحضير الاساتذة والغروبات للوصول إلى يوم الامتحان.
سر الحصول على العلامات الإمتحانية
وفي المكتبات تنتشر نوط الاسئلة التي قام بإعدادها عدة مدرسين وتباع النوطة للمادة الواحدة بين ٢٥ و٣٠ ألف ليرة، كما ارتفع سعر الجلسة بالنسبة للأساتذة المخضرمين الذي يدرسون منهاج الرياضيات والفيزياء إلى ١٠٠ ألف ليرة لمدة ساعتين، ويتقاضى بعض المعاهد على المواد الأساسية في الدورة الصيفية بين 700 ألف ومليون ليرة سورية.
اقرأ أيضا:إلى من يعنيه الأمر في وزارة التربية ( إن ثمة من مهتم)
وفي عملية حسابية بسيطة يصبح تكلفة الطالب في الشهادة الثانوية منذ التحضير للشهادة حتى الانتهاء منها فقط أجور تدريس وشراء نوط وساعات خصوصي أكثر من نصف مليون ليرة سورية في الشهر الواحد، وتتجاوز 6 ملايين ليرة في العام، هذا اذا كان الطالب يأخذ دروس خصوصية ضمن مجموعة، وهذا المبلغ يتضاعف اذا كان الاساتذة يأتون إلى منزل الطالب.
ومن المفارقة الكبيرة اليوم التكاليف الكبيرة بين الحصول على العلامات بالنسبة للطلاب والعلامات التجارية بالنسبة للتجار ورجال الاعمال وبحسب مصادر “سونا نيوز” فقط عليك أن تستعلم عن العلامة، ومن ثم التسجيل والنشر والانتظار، فاذا لم يتم الاعتراض على النشر تُسجل العلامة التجارة باسم طالبها، وفي حال الاعتراض على العلامة يتم احالة الاعتراض الى لجنة خماسية ضمن وزارة التجارة الداخلية، وفي حال الاعتراض على قرار اللجنة تحال بحسب القانون 8 الخاص بالعلامات الفارقة الى لجنة القاضي ضمن الوزارة، وفي حال استمر الاعتراض يذهب الاطراف المتنازعة الى القضاء لقول كلمة الفصل.
اقرأ أيضا:خلاف بين المدارس الخاصة وزارة التربية على التسعيرة
وتكلفة الحصول على العلامة التجارية لا يتجاوز عشرات الالاف بينما العلامات الامتحانية فصناعتها أعقد وتكلفتها أعلى. العلامات الإمتحانية أغلى من العلامات التجارية
بدورهم الأهالي يعتبرون أن الالتحاق بفرع الجامعة الذي يرغب له الطالب يفرق أحيانا على أجزاء من العلامة، ودفع الأموال اليوم من أجل صناعة علامات مضمونة في الامتحانات أفضل من دفع الملايين في الجامعات الخاصة أو سفر الطلاب إلى محافظات أخرى للدراسة.
سر الحصول على العلامات الإمتحانية
واعتبر بعض الاساتذة المخضرمين في التدريس والتصحيح ممن جلستهم ثمنها 100 ألف ليرة أن خبرتهم في مجال المنهاج وتطور بنوك الاسئلة وتعليم الطلاب مفاتيح في كيفية التعامل مع الأسئلة، والحل بأقصر طريق ثمنه كبير جدا كون هذه الخبرة عمرها عشرات الأعوام، والطلاب يستفيدون من خلال تحسين علاماتهم واختيارهم للفروع التي يرغبون بها. العلامات الإمتحانية أغلى من العلامات التجارية
وأشار الاساتذة إلى أن بعض الطلاب المجتهدين ينقصهم معرفة أسلوب التصحيح في الامتحانات العامة، ومنهم من ينقصه التعامل مع حل الاسئلة بسرعة، ومنهم من ينقصه التدريب على حل النماذج، معتبرين أن الحصول على العلامة التامة تُصنع صناعة والطلاب الذي يتلقون الدروس الخصوصية لدى اساتذة معروفين يكون لديهم القدرة على تحصيل العلامات أكثر من أقرانهم ممن يعتمدون على انفسهم في الدراسة، ومهما كانت درجة المتابعة والذكاء لديهم. العلامات الإمتحانية أغلى من العلامات التجارية.
سر الحصول على العلامات الإمتحانية
وبينت عميد كلية التربية بجامعة دمشق الدكتورة زينب زيود في تصريح لـ “سونا نيوز” ان عملية صناعة العلامة تحتاج بالدرجة الأولى الى الطالب الذكي والمجتهد والصبور وسعي الاهالي إلى صناعة العلامة سببه المفاضلة على أجزاء من العلامة للوصول الى الفرع المطلوب وخاصة في جامعات الدولة وتوفير دفع الأقساط في الجامعات الخاصة.
اقرأ أيضا: هذه قصة بيسبول وزير التربية من الالف إلى الياء
وأشارت زيود إلى أن ظاهرة الدروس الخصوصية قديمة في سوريا وموجودة في جميع الدول العربية لكن في سوريا السعي إلى العلامة الكاملة والمعدل والمفاضلة على أجزاء من العلامة زاد من الدروس الخصوصية بالإضافة إلى وجود سلسلة من الأسباب منها الدخل المتدني للمدرسين والمنهاج الكبير وأعداد الطلاب الكبير في الصفوف وتغيير واقع التعليم بحاجة إلى تعديل كامل السلسلة من المنهاج والدعم الاقتصادي للمدرس وأعداد الطلاب في الصفوف وغيرها. العلامات الإمتحانية أغلى من العلامات التجارية
فهل العمل باتجاه صناعة العلامة يخدم العملية التعليمية وهل المطلوب فقط الحفظ والتلقين بعيدا عن التفكير والابداع؟!
سونا نيوز
صفحة الفيس بوك: https://www.facebook.com/narampress