اخترنا لكمحكي الناس

سوريا الحلم… والقلوب المتصلة

خاص-
كتبت هفاف مقدسي المدرسة والناشطة المجتمعية بعد اللقاء مع اللجنة التحضيرية لمؤتمر الحوار في طرطوس في مقال بعنان “سوريا الحلم… والقلوب المتصلة” و خاص لموقع A2Zsyria قالت فيه :

كان السوريون يستعيدون شيئاً من ذاتهم بعد سنوات من الغربة التي فرضها النظام البائد. وخلال اللقاء لم أطرح رأياً أو اقتراحاً، إذ بدت الأفكار متشابهة والطروحات متكررة، لكنني فضّلت أن أختصر مداخلتي في سؤال واحد، سؤال ينبض بشغف السوريين جميعاً بوطن لا تحده الجغرافيا المفروضة:

“هل ستزورون محافظة السويداء ومناطق سيطرة قسد؟”

قلت بالحرف الواحد: نحن جسدياً هنا، في الساحل، لكن عقولنا وقلوبنا في السويداء والجزيرة.
لا نرغب لهذا المؤتمر الفشل أو أن يكون مجرد حدث عابر، بل نريده جامعاً لكل أطياف الشعب السوري، لكل مكوناته ومناطقه، حتى لا يبقى صوت مهمش أو غائب عن مستقبلنا.
فلا بد أن نكسر قيود المناطقية التي زرعها النظام المستبد في عقولنا، تلك القيود التي جعلتنا نحمل همومنا ضمن أطر ضيقة، وكأن الوطن مجرد رقعة مقسّمة لا تمتد قلوبنا إليها جميعاً.

اليوم… يتحقق الحلم

الحمد لله، لم يكن علينا الانتظار طويلاً، ولم يكن الحل بالقوة، بل بالحوار والإرادة الصادقة. وها نحن نرحب بأهلنا من القامشلي، الحسكة، الرقة، بكل مكوناتهم من عرب وكرد وآشوريين وسريان وأرمن وأيزيديين.

سوريا اشتاقت لكم… ونحن اشتقنا لكم.
إنها خطوة عظيمة في طريق الحلم السوري، الحلم الذي بدأ يتحقق بلا عنف، بلا إكراه، بل بوعي وإيمان بوطن يسع الجميع.
وها هي لجنة المؤتمر تدق أبواب السويداء، سويداء القلب، سويداء الصمود والكرم والمروءة، جبل العرب، جبل العز والإباء.

اقرا أيضا: مؤتمر الحوار الوطني منتصف الشهر الجاري

يكتمل الثوب السوري شيئاً فشيئاً، لتزدان به سوريا المحررة، سوريا التي قسمها النظام البائد فعلياً، وجعل هم كل مواطن لا يتجاوز حدود منطقته،
فغرس فينا عقلية التقوقع داخل كيلومترات جغرافية ضيقة لا ترقى لمساحة الوطن الكبير.
لكن اليوم، نعيد رسم خريطة الوطن الحقيقي، خريطة لا تحدها الخطوط ولا تعيقها الحواجز.

يوم فرح لمن حلم بوحدة سوريا

كل من راهن على التقسيم سيتضايق، وسيحاول وضع العصي في الدواليب، أما من حلم بسوريا واحدة، فاليوم هو يوم فرح يستحق الاحتفال.
ومن الجميل أن اذكر، من بين اللحظات المؤثرة خلال اللقاء، كانت هناك مبادرة نبيلة طرحها أحد الحاضرين، تتعلق بمقترح يساعد بإغاثة أهلنا في المخيمات شمالاً، هؤلاء الذين دفعوا فاتورة غالية ولم يُنسَ وجعهم في طرطوس. كانت تلك اللحظة تجسيداً حقيقياً لما نريد لسوريا أن تكون: وطناً يجمع جراحه ليضمدها بيديه.

الوطن الذي نحلم به

نعم، سنابل الجزيرة ستُخبز في الساحل، وفي دمشق، وفي درعا، وفي كل بقعة من سوريا الحبيبة. وعنب وتفاح السويداء ستمتلئ به بيوت السوريين في الجزيرة والشمال، لأن سوريا واحدة، وستظل كذلك.

A2Zsyria

صفحة الفيس بوك: https://www.facebook.com/narampress

Visited 137 times, 9 visit(s) today