سوس الفساد ينخر المصالح العقارية بطرطوس
طرطوس
من ينظر الى مبنى مديرية المصالح العقارية بطرطوس من الخارج بطوابقه العشرة يحسد جميع الموظفين على هذه الرفاهية التي يعكسها البناء من الخارج، ومن يدخل الى البناء من الداخل ويحتك بالموظفين والمراجعين والمكاتب العقارية والية العمل من داخل البناء يفكر نفسه للوهلة الأولى اننا في عصر الجاهلية وسوس الفساد ينخرها حتى العظم.
بناء المصالح العقارية ياسادة في كل زاوية تجد القمامة والقذارة والحمامات تحولت الى مستودعات للأوراق ولا يوجد أوراق للطباعة ولا أقلام للكتابة، ولا حتى مياه للشرب حيث تأتي سيارة توزيع المياه ويقوم الموظفين بشراء المياه للشرب حتى النوافذ المكسرة لم ترمم ونحن على ابواب الشتاء .
واي معاملة طلب بيان قيد عقاري حيث الورقة المخصصة مأجورة يذهب ثمنها الى الادارة العامة، و الطوابع الى وزارة المالية، والمواطن يدفع الف ليرة على كل بيان قيد عقاري ،والموظف لا يصله ابسط متطلبات العمل، أقلام يأصحاب المعالي وأوراق للطباعة ولا تعمل المولدة الا ساعة واحدة في اليوم ولا نقول أكثر من ذلك.
قد يسأل كل من يزور هذه المديرية ويتجول في أروقتها عن سبب هذا الاهمال فمن المؤكد أن المديرية لها مخصصات تصرف ثمن قرطاسية ومنظفات وهناك بنود في الموازنة لصيانة دورات المياه وتنظيف البناء وتعقيم الخزانات لتقديم مياه الشرب الأمنة أين تذهب الله اعلم .
من يسمع هذه القصص عن هذا البناء الذي يعكس نظرة ان العاملين فيه من ضمن الطبقة المرتاحة ماديا، كون اعتمادهم على “البقشيش” البراني نتيجة تقديم الاعمال لأصحاب الاعمال وخاصة الاعمال التي تدر أرباحا كبيرة كالتحديد والتحرير وتصحيح الاوصاف وبيع الفضلات بالتعاون مع البلديات وغيرها من القصص والروايات، ومع ذلك اذا كان البقشيش امتيازا لا يعفي ادارة المديرية عن تقديم الخدمات الضرورية للعاملين .
والغريب في الامر لماذا لم تسارع المديرية الى انشاء مركز خدمة للمواطن حتى لو وضعت رسوما مقبولة على الخدمات بدلا من الاكشاك المنتشرة في حرم المديرية وداخل سورها وتقوم بالاعمال المشبوهة كونها تعرف المفاتيح وتعمل على المكشوف .
وهنا السؤال اذا كان البناء حديثا لم يمض على بدء العمل به 10 سنوات وهو بهذه الحالة المزرية فمن خطط ونفذ ويشرف اليوم على الادارة، ولماذا هذا الاهمال على ما يبدوا أن هذا البناء يشبه محافظة طرطوس كثيرا من الخارج أبنية وشواهق ومن الداخل دود الفساد ينخرها ويأخذها الى الهاوية .
A2Zsyria