صراخ الأطفال يوقظ اللجنة الاقتصادية !!
صراخ أطفال سورية من جراء انقطاع الحليب خلال فترة الزلزال الذي ضرب سورية في 6 شباط الماضي هز وجدان العالم، وأصبح القاصي والداني ينشر استعداده لتلبية وتقديم وتوزيع حليب الاطفال وخاصة للمتضررين من الزلزال .
وبعد ما يقارب ثلاثة أشهر يصل صراخ الاطفال إلى الحكومة، وتطلب خلال جلسة لها من مصرف سورية المركزي اتخاذ ما يلزم لإيلاء الأولوية بالتمويل لمادة حليب الأطفال، ومنحها المزايا التفضيلية الممنوحة للمواد الممولة عبر المنصة، طبعاً كل من سمع هذا الخبر شعر بالدوار للوهلة الاولى، هل ما ذكر هو صحيح ؟ وهل حليب الأطفال تم وضعه عبر المنصة ينتظر دوره ؟ وهل عجزت الدولة عن تأمين حليب الأطفال ؟ وكم نستهلك سنوياً من هذا الحليب حتى نقع بهذا العجز ونقطع عن الأطفال لقمة حياتهم؟
اقرأ أيضا:بيدرسون يبكي على السوريين الوضع الاقتصادي صعب جداً
إذا كان عدد سكان سورية بحسب إحصاء 2014 أقل من 21 مليون نسمة، وعدد الولادات قبل الأزمة بحدود 465 ألف ولادة سنوياً، وسنفرض أن عدد الولادات سنوياً بحدود 400 ألف ولادة وجميعهم يتناولون الحليب الصناعي مع المتممات له من قمح وأرز وسيريلاك وغيرها، كم نحن بحاجة إلى حليب الأطفال سنوياً ؟ هل عجزت الحكومة عن حساب هذه المعادلة وتوفير حليب الأطفال مع فائض له حتى يوضع عبر المنصة وعلى الدور؟ وهل سينتظر صراخ الأطفال الجائعة دور المنصة ؟.
الجميع يعلم أن سعر حليب الأطفال في ارتفاع مستمر يسابق سعر الصرف في السوق السوداء، وهناك العديد من الذين حاولوا الحصول على وكلاء لشركات عالمية مختصة بصناعة حليب الأطفال ومع ذلك لم تتيسر أمورهم لأسباب شتى، فما هو السبب الذي يمنع من توفير الحليب أو حصر الشركات التي تأخذ التمويل وتوزيعه حتى عبر البطاقة الذكية إن اضطر الأمر أو تحديد حصة لكل مولود يمكنه مراجعة أقرب صيدلية أو متجر أدوية وشراء الحليب بدلاً من هذا الصراخ الذي سمع صوته العالم، وبعد فترة من الزمن نستيقظ على هذا الصراخ ونقول يا جماعة حليب الأطفال مهم ولازم يكون له الأفضلية على المنصة .
اقرأ أيضا: القطان أموال التجار المودعة لدى المنصة حوالي ترليون ونصف ليرة مجمدة
الجميع يعلم أن حليب الأطفال له مدة محددة للاستخدام ولا يمكن استخدامه إلا من قبل الأطفال أنفسهم ولا يمكن تصنيعه أو استخدامه في أماكن أخرى، فلماذا لم يتم حصر المستوردات وتسويقها بحسب حاجة البلد مع إضافة مخازين أخرى تكفي الأطفال لعدة أسابيع ريثما تصل الشحنات الأخرى، فقط سؤال بريء. والسؤال الآخر من المستفيد من انقطاع حليب الأطفال وارتفاع أسعاره إلى عدة أضعاف سعره الحقيقي ؟, ومن يراقب أسعاره كونه ممول من المنصة ؟، ومن تم ضبطه بتقاضي سعر زائد وغيرها من الأسئلة غير البريئة؟!! .
#الساعة_25