عندما تخلى الاعلام عن دوره استباحه الكبير قبل الصغير
دمشق..
انا اتفق مع رئيس الحكومة ان الاعلام سبب المشكلة ، ويتحمل مسؤولية الحال المتردي الذي وصلنا اليه .
وعذرا من الزملاء على الصراحة الفجة، نعم الاعلام يتحمل المسؤولية لانه تخلى عن دوره وفقد حسه الصحفي وباع سلطته، فلم يعد صوت الناس كما عهد له، ولم ينطق كلمة الحق بلسان حال الشارع، وتخلى عن التحليل لصالح الخبر العاجل، وترك التحقيقات الصحفية والاستقصائية لصالح تمسيح الجوخ والرقص على انغام الحكومة، فغش الحكومة حتى ولو كان يعمل بامرتها وتوجيهات كبار المستشارين ، وحاول فرض واقع وهمي افتراضي لا يمس لنبض الشارع بصلة، وأصبحت الحكومة تفرح وتسهر الليالي الملاح على صدى انجازاتها في الاعلام، والشاع يغلي هموم ويكب فساد ومشاكل.
ومن الطبيعي عند نهاية عمل الحكومة المفترض مع الانتخابات الجديدة لمجلس الشعب لا بد من توزيع الجلاءات وتحميل الفشل على جهة وظروف ومسؤول فكان الاعلام هو المسؤول .
من وجهة نظري نعم نحن نتحمل المسؤولية، لاننا بعنا سلطتنا بحفنات مكافآت، واصبح المسؤول يحتقرنا ويحتقر مهنتنا لاننا لم نمارس عملنا بمهنية عالية، لاننا تركنا صف الشارع ووقفنا في صف المسؤول ضد الشارع، لم ننقل الحقيقة عن واقع الاسواق، ولا عن معاناة الناس، نقلنا تبريرات وهمية وسارعنا لالتقاط الصور التذكارية، وعملنا بامرة اصحاب الشأن، تركنا السؤال ولحقنا البريد المعمم من الوزارات حول ترويج ما يريده بعض الجهلة في المكاتب الصحفية، قبلنا ان ندار من قبل من ليس لهم علاقة بالاعلام، تنازلنا عن حقوقنا، بالمختصر وعذرا على الحقيقة بعنا شرفنا الاعلامي، واتكلم بلسان حالي قبل غيري.
يازملاء الواقع الحالي الذي وصلنا اليه لم نعد نلقى الاحترام من شرطي بلدية، وعاجزين ان نكتب عن فساد اصغر موظف بلدية في الريف البعيد بالرغم من ان ملفات الفساد متراكمة وناطرة بس من يقلب صفحاتها، دعونا نستغل هذا الاتهام من رئيس الحكومة ونعيد الثقة الى الشارع بفتح عشرات ملفات الفساد، وعودة سلطة الاعلام الى سابق عهدها، ونطالب بتنظيف ادارات المهنة من غير اهلها، ونعيد لصاحبة الجلالة عهدها وقوتها وعندها سوف ننعم بالاحترام اللائق والمكانة الرفيعة والمعاش المصان وبلد فساده في الحدود الدنيا وستقف الحكومة تشكرنا لاننا لم نورطها وقلنا لها ما يجب ان يقال.
A2Zsyria