في سورية التطبيقات الرقمية باب آخر للرزق والفساد
دمشق..
إن كان دقيقاَ ماتم تسريبه بخصوص شرائح الدعم، فإننا نتفهم الصراخ الذي ولده هذا التسريب. لمن يفكر خارج الصندوق، يمكن أن يرى أن هناك فوائد من هذا ولكن التطبيق هو الأساس إضافة إلى العوائد التي ستعود على من يستحق الدعم.
إلى الآن ثمة كثير من الضبابية، ولا شك بأن الناس الفقيرة لا تنتظر خيرا باعتبار أن وعود الحكومة لا يمكن تصديقها.
لقد تأخر كثيرا موضوع ترشيد الدعم، والحكومة الحالية ليست وحدها المسؤولة عن ذلك. فالحكومات المتعاقبة منذ عقدين والتي صمت آذاننا بالحكومة الالكترونية والتحول الرقمي وصرفت المليارات، لا يمكن لأي وزارة من وزاراتها أن تعطي رقما متطابقا مع بيانات وزارة ثانية. فبيانات المالية تختلف عن بيانات العقارية و بيانات النقل لا تتطابق مع بيانات التأمين وبيانات الخدمات الفنية لا تتفق مع بيانات وزارة الشوون الاجتماعية والعمل.
الجميع يدرك بأن المجتمع الرقمي يساعد الحكومات على الإدارة الجيدة المتكاملة، ولكن في بلدنا الأمور مختلفة، فالتطبيقات الرقمية باب آخر للرزق ومدخل جديد للفساد. تجربة وزارة التموين مثال حي على كيف يمكن للحكومة أن تطبق التكنولوجيا وكيف كان هذا المسار شائكا وكلف الحكومة الكثير. وإلى الآن لم يحقق للمواطن ما يتمناه. قد يكون ساعد الوزارة في بعض الحسابات والأرقام ولكن المهم أن يستفيد الناس من أي تحول.
لا نريد لمشروع تنظيم الدعم أن يلقى نفس مصير المشاريع السابقة، إذ يمكن أن يكون بداية طيبة لتوفير ما يحتاجه الناس وإيصال الدعم لمحتاجيه الحقيقين. لا أحد يستطيع تجاهل أن البلد مقسومة إلى شريحتين منذ سنيين، ومن غير الدقيق اتهام التسريب الأخير بخصوص تنظيم الدعم بأنه سيتسبب في تقسيم المجتمع. المجتمع الآن مقسم وبوضوح لا ينتابه الشك إلى شريحتين معدمة وميسورة. وإن كانت نسب التوزع غير معروفة بدقة.
أصعب ما يمكن أن نراه ونكتشفه بعد هذا الضجيج والصخب، أن ما سيصل إلى المواطن ليس إلا حفنه من الليرات لا تشتري للأسرة طبق بيض إضافي شهريا. بانتظار ما يمكن أن تحمله الأيام، أملا بالأفضل.
A2Zsyria