لا داعي للتسويق.. لسنا الأفضل ولكننا الوحيدون
دمشق..
تراجعت أساليب التسويق التي كانت متبعة في الوسط التجاري، وغابت مظاهر الدعاية والإعلانات ودفع «الكمسيون» لمن يأتي بالزبون لدى أغلبية المصانع والشركات الكبرى، لكون هذه المصانع لم تعد مستعجلة لبيع ما لديها من منتجات.
وقال الصناعي «أبو عمر» لصحيفة «الوطن»: سابقاً كانت المصانع تدفع عمولات لكل صناعي يأتي بزبون إلى المعمل، وتستقبله أفضل الاستقبال، أما اليوم فالمصانع والشركات غير مستعجلة للبيع، وغير مهتمة كثيراً بالزبائن، لأنها تفرض شروطها والسعر الذي تريده لكون المواد الأولية غير متوافرة سوى لدى معمل أو اثنين في البلد.
وأشار إلى أن أي شركة تود صب أو صناعة جزئية تدخل في صناعة أي مادة لإكمال المنتج الصناعي تطلب المعامل الكبيرة دفع ثمن البضاعة التي ستتم مصانعتها سلفاً، والتسليم يكون بعد حوالي الشهرين وبدلاً من إيصال الطلبية إلى الزبون كما كان متبعاً سابقاً، يطلب منه الحضور للمعمل لاستلامها، وبدلاً من تلبية رغبة الزبون بالكمية التي يريدها، يفرض عليه كمية لا تنتج المصانع أقل منها والحجة أن العمل بأقل من هذه الكمية ليس مربحاً.
وبين المدير التجاري في أحد أكبر المصانع في سورية «أ ر» أن قلة المواد الأولية هي سبب التحكم بالأعمال، ولم تعد لدينا القدرة على العمل كما يرغب الزبون بل نعمل حسب طبيعة عمل الشركة والتعليمات المفروضة بحسب التكاليف المتغيرة يومياً فمثلاً صب قالب معين لا يمكن أن يتم بأقل من نصف طن، لأن إنزال القالب إلى الفرن يكلف حوالي نصف مليون ليرة نتيجة ارتفاع أسعار المحروقات، وصب أقل من هذه الكمية خسارة للمعمل، وهنا ندخل في جدال واسع مع الزبائن ونكون محرجين بهذه الشروط، لذلك نطلب منهم تقسيم الكمية بين أكثر من زبون. بالتأكيد لسنا سعيدين بهذه الشروط لكنها مفروضة علينا بسبب قلة المواد الأولية وارتفاع تكاليف التشغيل.
رئيس منطقة العرقوب الصناعية بمدينة حلب تيسير دركلت أكد في تصريح لصحيفة «الوطن» أن أغلب المعامل اليوم تعمل بطاقتها الدنيا، وجميع الصناعات اليوم تعيش مرحلة ركود قاس بسبب شح المواد الأولية، يرافقه ارتفاع سعر السلعة نتيجة ارتفاع المستلزمات على الصناعي، وهذا الأمر مرتبط بالاستيراد والتعقيدات المفروضة على استيراد بعض المواد الأولية المسموح باستيرادها عبر المنصة.
ودعا دركلت إلى ضرورة إخراج استيراد جميع المواد الأولية التي تدخل في الصناعة من خارج المنصة، من أجل أن يعود تدفق المواد الأولية بيسر وسهولة وعودة الإنتاج إلى سابق عهده، لافتاً إلى أن معاناة جميع الصناعيين في البلد متشابهة من نقص في المواد الأولية ولو كان النقص بجزئية معينة لكن العمل الصناعي لا يكتمل من دون هذه الجزئية، فمثلاً صناعة البرادات لا تكتمل من دون وجود محركات ومادة النحاس، وصناعات أخرى تحتاج إلى حديد البيليت، لذلك دوران عجلة الإنتاج مرتبط بفتح باب الاستيراد للمواد الأولية الداخلة في الصناعة من دون قيود أو تعقيدات وهذا من شأنه إغلاق باب التهريب وتخفيض التكاليف النهائية بالنسبة للمنتجات الصناعية على المستهلك.
الوطن