اخترنا لكمحكي الناس

لماذا هذا الاستهتار بطريقة وضع الأسئلة لتلاميذنا؟

دمشق..
في امتحان اللغه العربيه الموحد للصف الخامس والذي كان لهذا العام مركزيا، تم اعتماد اسئلة موحدة من قبل الوزارة. كان متوقعاً أن تكون الأسئلة واضحة لا تقبل التأويل، أو على الأقل نالت حظها من التدقيق من قبل أهل الاختصاص.
الأسئلة تعتمد الفهم وهي استنتاجية وهذا الأمر جيد ويصب في مصلحة الابتعاد عن الحفظ وبالتالي حث التلميذ على التفكير وهذا ما يجب البناء عليه.
ولكن المشكلة كانت في سؤال مقارنة معنى و فكرة بيت مع أحد أبيات القصيدة. والحقيقة أن إجابة أي تلميذ يعتمد التفكير يمكن حصرها في احتمالين بدل احتمال واحد أو إجابة واحدة. فالسؤال ج: مالبيت الذي تتضمن فكرته فكرة البيت التالي:
ننهل علما لانتوانى كلا لن يغلبنا الجهل
فثمة بيتان متقاربان هما:
نتحدى المجهول ونمضي لا نخشى ابدا أن نفشل
ندرك بالأرقام علوما وندرس علم المستقبل

إن كانت الوزارة تريد من التلميذ أن يفكر فيمكن له رؤية كلا البيتين يقارب فكرة البيت وهذا ما يجب أن يعتمد.
فحقيقة أن يفكر التلميذ بضرورة أن
نواجه ماهو ات ونسير قدما نحو الامام ولا نخاف الفشل يدعوه لاختيار البيت الذي يقول نزيد معرفتنا ولانتكاسل ولانسمح للجهل ان ينتصر علينا ( أي البيت الأول), وهو مالم يلحظه سلم التصحيح. نحن نعتقد أن الوزارة تريد للتلميذ أن يفكر.
ثمة ضرورة لتبني نهج تفكير يقوم على الدقة وبنفس الوقت إتاحة المجال أمام التلاميذ للتفكير، ولكن هذا لا يعني التزمت والعنجهية بالتصحيح وإجبار التلميذ على التفكير كما يحلو لمن وضع الأسئلة. يجب على الوزارة الاختيار بين إتاحة الفرصة للتلميذ ليفكر ويطلق العنان لمخيلته وتفكيره أو أن نطلب منه ألا يفكر مرة ثانية.
نرجو من المعنيين في وزارة التربية الإنتباه لهذه الأمور والإيعاز للمعنيين بضرورة لحظ واحتواء كل الحالات التي تساعد الطفل وتشجعه للابتكار والتفكير خارج الصندوق. كلنا ثقة بأن المعنيين في وزارة التربية يهمهم هذا الأمر لأنهم حريصون على التلاميذ وتحصيلهم.

Visited 50 times, 1 visit(s) today