اخترنا لكمحكي الناس

لهذا السبب أغلق الوزير سالم النقاش

دمشق..
عندما قلنا أن السيد وزير التموين يغرق في التفاصيل لم نكن مخطئين أبداً. لا نعلم كيف خطر بباله مشاركة فاتورة الزيت الذي تم شراؤها من دبي.
طالما أن السيد الوزير عاش في البلدان الرأسمالية وبلاد الفرنجة لفترة كما يقول في سيرته الذاتية، فلاشك أنه يعلم أن أسعار المتاجر تختلف وتتباين ويمكن لسعر التفاحة الواحدة أن يكون أضعاف سعرها في بعض سلاسل محلات التجزئة. فموضوع تباين السعر مفهوم لمن يعيش خارج سوريا.
كان الأحرى بالسيد الوزير أن يقول لهم أن لتر الزيت في محل Harrods المشهور في لندن يعادل سعر صفيحة زيت من معروضات مؤسسات التجارة والتموين.
نحترم ونتفهم أن السيد الوزير أغلق النقاش في هذا الموضوع، لأنه لم يكن موفقا بطرحه لسبب بسيط أنه من الضعف تبرير تسعير منتج ومقارنته ببلد دخل الفرد اليومي فيه أكبر من راتب الوزير الشهري مع حوافزه وكامل تعويضاته.
نتمنى التوفيق والنجاح للوزير ولا نشك بأنه يحاول أن يحدث تغييرا ويجد حلولا، ولكن حقيقة أن السيد الوزير ورغم جرأته وأسلوبه المميز في التواصل مع الناس لم يستطع أن يحدث تغييرا فعليا على أرض الواقع، لأن المشاكل كبيرة والقوانين غير مرنة أبدا، ناهيكم عن أن الفساد مسشتري أفقيا وعموديا والأهم من ذلك أنه لوحده في الميدان لن ينجح وليس لمصلحة أحد من المستفيدين من الواقع الحالي أن ينجح.
التجار هم مرساة النجاة للخروج من هذه الأزمة، ونكرر ماقلناه سابقا أنه إن لم يطلق لهم العنان وتوفر لهم التسهيلات الكبيرة وتعاد لهم ثقتهم المفقودة بالحكومة، فلن تستطيع وزارة التجارة والتموين أن تفعل أكثر مما يفعله السيد الوزير.
لازال هناك سؤال في ذاكرتي وطرحته على السيد الوزير منذ 15 عام مفاده، كيف لمعاليه أن يملك الوقت ليرد على هؤلاء المتابعين، رغم حجم العمل الكبير المناط به والمشاكل الهائلة التي تعاني منها وزارة الاتصالات في ذلك الوقت. السؤال نفسه يتردد الآن مع بضعة فروق بأن المشاكل تفاقمت والمسؤوليات ازدادت والمتابعين بلغوا أعدادا يستحيل الرد عليها.
في الخاتمة نود أن نهمس بأن ثمة حاجة ملحة لإحياء دور المؤسسات الميتة وتفعيل دورها وإعطائها الثقة والصلاحية والدعم، هذا غير متوفر حاليا لأننا لا يمكن أن نطلب ممن لا يملك ثمن طعامه أن يكون “عمرو سالم”، مع يقيننا وقناعتنا بأن مايحاول فعله الوزير يجب أن يعمم لجسر الهوه بين المواطن والمسؤول. ونحن أبعد مانكون عن ذلك، ليس على مستوى الوزير وإنما على مستوى مدير صالة فرعية في أحد فروع المؤسسة في بلدة ما.
كان الله في عوننا جميعاً، وأبعد عنكم وعنا اليأس وأقرباءه وكل أقرانه.

A2Zsyria

Visited 8 times, 1 visit(s) today