ماذا فعل الزلزال فينا ؟.. وهل السوريون مابعد الزلزال غير ماقبله؟..
دمشق..
لأن بعض الأشخاص مثل الزلازل نتذكرهم من الأذى الذي تسبّبوا فيه .. ولأن بداية وخز الضمير علامة لبداية حياة جديدة .. يتساءل الناس : هل في أعقاب الزلزال ونتائجه التي أدمت وفطرت قلوبنا سيختلي المسؤولون وأباطرة المال وعامة الناس إلى ضمائرهم ويراجعون مبادئهم وعاداتهم وسلوكياتهم وصولاً إلى تغيير السيء منها ، أم أن الطبع يغلب التطبع ؟.
لأن بعض مواقع المسؤولية و رأس المال مثل طبقات الأرض ثابتة ومتحجرة ولا يمكن إحداث تغيير فيها بدون زلزال عادل لا يستثني أحداً .. ولأن الزلازل تكون رائعة جداً فقط إذا استطاعت ضرب وتدمير مناطق بعينها مثل أوكار اللصوص و مواقع الفساد.. لأن ولأن ،يسأل الناس ماذا فعل فينا ذلك الزلزال ..
هل استطاع أن يفعل ما عجزت عنه تعاليم السماء وقوانين الأرض؟ .. هل استطاع إيقاظ الإنسان فينا ؟ هل استطاع تخليصنا من تلك الوحوش التي سكنت في نفوس الكثير منا خلال سنوات الحرب ؟. هل استطاع ذلك الزلزال الذي تقاوى علينا ونحن ضعفاء منهكين من حرب قذرة طويلة مع وحوش وجرذان الخارخ والداخل .. هل استطاع وقد أدمى قلوبنا أن يغيّر مبادئ من يعتقدون أنفسهم فوق قوانين البشر والطبيعة .. هل استطاع إقناع من ينتعشون بهزة خصر من غانية أنه يمكن محي وجودهم بهزة أرضية قد لا تتجاوز ثانية ؟ .
هل استطاع الزلزال إفهامهم وإقناعهم أنه قد يجمع المال غير آكله ويأكل المال غير جامعه ..أن الأكفان لا جيوب لها ..أنه من السهل أن نكون عقلاء بعد فوات الأوان .. صحيح لا يمكننا وقف الزلازل وغضب الطبيعة لكن عندما نعرف حال ومكان المشردين والمفجوعين بأحبائهم والمنكوبين بأجسادهم وأرزاقهم ومستقبلهم عندها نستطيع الوقوف إلى جانبهم و إظهار رصيدنا الحقيقي من الإنسانية..عندها نستطيع التأكيد أن العقل ليس وحده ما يميز الإنسان عن الحيوان وإنما الضمير.. التأكيد أن الحيوانات تلد حيوانات أما الإنسان فلا يولد إنساناً بل لابد أن تربيه ليصبح كذلك.
اللعنة على تلك الحروب والزلازل التي لا تقضي على المئات أو الآلاف من البشر فحسب بل تقضي على شيء ما فينا لا يمكن استعادته مرة أخرى .. حروب وكوارث نخشى أن تكون هي الشيء الوحيد المسموح لعامة الناس المشاركة فيه.
الساعة_25: نضال فضة