اخترنا لكمعرض وطلب

ماذا يعني أن تعتمد الحكومة موازنة تتخطى 13 ترليون ليرة

دمشق..
تمت الموافقة على موازنة العام 2022 التي خرجت للعلن برقم تجاوز ال13 ترليون ليرة ببضع مئات من المليارات. طبعاً هذا الرقم عصي على الاستيعاب ولو كان بالقروش.
للتذكير فإن الموازنة السورية إيان النعيم السوري في نهاية العقد الأول لم تتعدى ال17 مليار من العملة العالمية الأقوى ( لم نذكر العملة حفاظا على عزيمة الزخم الحكومي). الميزانية الحالية بالسعر الرسمي لا تشكل أكثر من 30% من ميزانية العام 2010.
بالنسبة لحساب نسبتها في السوق الموازي فقد لاتتجاوز 15% من موازنة عام 2010. أما بالنسبة لنسبتها مع حساب القيمة الحقيقية لسعر التحويل مع إضافة التضخم العالمي -الذي ضرب أعتى اقتصادات الدول وأغناها- فإن هذه النسبة قد تنخفض إلى 5-7% من موازنة العام 2010.
طبعاً هذه الأرقام والنسب تقديرية وتعتمد على بيانات الأرقام التي أعلنتها الحكومة السورية ماعدا نسبة التضخم العالمي التي قدرت بناء على بيانات الأمم المتحدة.
المؤلم في الأرقام أن إعادة الإعمار التي تحتاج إلى أموال كبيرة وتحسين الخدمات الأساسية التي يتطلب سيولة ليس متوفرا ولا يمكن تغطينه، وهذا مايجب الاعتراف به.
هذه المرة لن نلوم الحكومة فالأرقام ممكن فهمها والإمكانيات متواضعة بسبب تداعيات الحرب والحصار وهذا لا يختلف عليه كثيرون. ولكن السؤال الأهم للحكومة لماذا لم تصارح الناس بذلك؟ والسؤال الأكثر أهمية لماذا لم تفكر بالبديل أو البدائل التي يمكنها أن تدعم الموازنة والاقتصاد الوطني.
بعض التقديرات تشير إلى أن نسبة المغتربين السوريين ممن يعملون في الخارج تقارب ال23 % من الموارد البشرية الخبيرة المؤهلة. وإذا استذكرنا التجربة اللبنانية إبان الحرب الأهليه يمكن أن نحصل على نتيجة مفادها أن المغتربين كانوا الرافد الوحيد للاقتصاد اللبناني.
إن لم تتحرك الحكومة باتجاه المصارحة والشفافية بخصوص سعر الصرف وأن تقر جملة قرارات جريئة لاستقطاب التحويلات الخارجية لقاء عمولات تصب في مصلحتها، ستبقى عوائد المغتربين بين يدي شركات الصرافة غير المرخصة والمهربين الذين يعطون للمغترب سعر صرف أعلى بكثير مما تقدمه منافذ الحكومة وخدماتها المصرفية.
يبدو ومن خلال أرقام الموازنة للعام الجديد أننا سنشتاق إلى العام 2021، وسيكون حالنا وخدماتنا إلى الأسوأ وقوتنا الشرائية المضمحلة أصلا إلى الاختفاء. كان الله بعوننا كما اعتدنا القول، وبارك الله بسوريانا كما اعتدنا الدعاء سامحونا.

A2Zsyria

Visited 9 times, 1 visit(s) today