اخترنا لكمتقارير خاصة

متى ترفع العقوبات عن راتب الموظف السوري؟  

خاص –

إذا كنت تعتقد أن العقوبات الدولية هي المشكلة الحقيقية وراء راتب الموظف السوري، فلابد أن لديك أملًا فيسبوكيا يغزيه بعض المؤثرين غير قابل للنسيان فرغم كل التصريحات الرسمية والوعود البراقة بتحسين المعيشة، لا يزال راتب الموظف السوري ثابتًا في مكانه، يراوح بين 20 و50 دولارًا، وكأن أي محاولة لتحريكه قد تسبب زلزالًا اقتصادياً لا يُحتمل لخزينة الدولة.  

أما عن وعود الأشقاء العرب والكرم الطائي والمجتمع الدولي بتحسين الأوضاع لأصحاب الدخل المنتوف في سوريا، فقد تبخرت كفقاعة صابون بيد طفل فرح بها بعد خمس منشورات فيسبوكية، فالعقوبات الأمريكية ارتفعت، والعقوبات الأوروبية مُسحت، والعذر العربي التقليدي بعدم القدرة على تحويل الأموال وسرديت منظومة سويفت تلاشى، ومع ذلك، لا الأموال وصلت ولا الكرم بان ولا الوعود نفذت وما زال الموظف السوري يعيش على وعود لا تسمن ولا تغني من جوع وعلى قناعة غريبة أنه ينتظر العربي أن يدفع له رواتبه.  

راتب الموظف السوري

في هذه المسرحية الإعلامية والاقتصادية هناك شخصيات رئيسية لا يمكن نكرانها وتتصدر أحاديث السوريين على الهس وعبر تطبيق الواتس آب مع التأكيد على “امسح” الرسالة من الخوف تقول فصول المسرحية: إن موظف ابن البطة البيضاء الذي يتقاضى ما بين 500 إلى 800 دولار شهريًا، وينعم بامتيازات لا يعرف عنها زملاؤه في الدرجات الوظيفية الأخرى ويجلسون على مكتب واحد ويتبادلون الجلوس على نفس الكرسي سوى أنها “قصص خيالية”.  

والفصل الآخر موظف ابن البطة السوداء الذي تتراوح رواتبه مع التعويضات بين 500 و700 ألف ليرة، أي أقل من 50 دولارًا، رغم أنه الأكثر خبرة والأكثر عملاً، لكنه في نظر أصحاب أولي الأمر هدول غير هدوك هدول رواتبهم من ميزانية الدولة ولا يمكن الزيادة بينما هدول رواتبهم لها ترتيب مختلف وسرية خاصة ومو شغلتكم تعرفوا كيف تتحول رواتبهم على تطبيق شام كاش ويقبضونها من الهرم أو شركات الصرافة الأخرى أو نافذة التطبيق في المركزي.

ابن البطة البيضاء والبطة السوداء

في هذا النظام العجيب والمتسلل إلى سوريا ، الموظف ذو الراتب المحدود لا يقبض راتبه في موعده، وإن أراد الوصول إلى عمله فعليه أن يدفع من جيبه، وكأن الدولة تطلب منه خدمة الوطن على حساب حياته الشخصية! وفي الوقت نفسه، الموظفون الجدد بلا توصيف وظيفي، بلا قرارات، بلا ميزانية، ومع ذلك يتقاضون مئات الدولارات وكأن الأموال تهطل عليهم من السماء ليبقى السؤال اليتيم أين العدالة الوظيفية وأين القانون من هذه العدالة  تحت أي بند يتم تخريجها ومن يراقب على هذه العدالة ومن يمولهاوأين الجهاز المركزي للرقابة المالية من ذلك .  

 

ومع اقتراب عيد الأضحى المبارك، ينتظر الجميع من أبناء فصل البطة السوداء لمسرحية الرواتب منحة أو زيادة راتب، لكن للأسف، يبدو أن الدول التي وعدت بالدعم لا تزال عالقة في حسابات مصرفية معقدة وتنتظر تأشيرة لدخول الأموال، ولم يصل شيء إلى الموظفين سوى عبارة “انتظروا الفرج قريبًا”.  

اقرأ أيضا:هل تصدق راتب الموظف في سوريا لعام كامل لا يكفيه تدفئة 40 يوماً

وهنا يتساءل الموظف السوري بكل براءة : هل سيخرج علينا أحد المتنورين ليشرح لنا كيف يمكن لموظف من الدرجة الثالثة أن يتقاضى أكثر من أستاذ جامعي برتبة بروفيسور؟ أم أن الإجابة الحقيقية لمثل هذه الأسئلة تصنف ضمن قائمة “الممنوعات”، حيث إن العقوبة حاضرة دائمًا لكل من تسول له نفسه طرحها برسالة “تلغرام ” انت في إجازة غير مأجورة حتى ينظر بوضعك”؟  

وعلى ما يبدو أن رفع العقوبات عن راتب الموظف السوري ليس ضمن أجندة الإصلاحات القادمة في القريب العاجل أو المتوسط ، وعلى الجميع التحلي بالصبر وتمويل أجرة الطريق إلى عمله من خرجية أولاده حتى يأذن القمر وترفع العقوبات عن راتب الموظف.

A2Zsyria

صفحة الفيس بوك:https://www.facebook.com/narampress/

Visited 48 times, 48 visit(s) today