اخترنا لكمعرب وغرب

مصر أين خَبأتي كلَّ هذا الحب للسوريين ..

القاهرة..
نعرف جميعاً أنه لا يمكن إخفاء الحب كما لايمكن ادعائهُ هكذا تعلم الانسان منذ القدم وهذا ما لمسناه بأنفسنا على طول سني عمرنا الذي أضاعت منه الحرب أحد عشر عاماً وتزدادُ شهوراً .
الحب نعمةٌ كبرى أينما حل الا على السوريين لم يكن كذلك لانه أعطى معانٍ أخرى خلال سنوات الحرب وتحولَّ الى كلماتٍ فقط لم يكن يعنيها قائلها ولا يصدقها سامعها لكن اذا رُميت كلمات الحب والغزل من صوب النيل العظيم وعبرت سيناء حتى وصلت الشام فهي صادقة بلا شك .

لم يخامرنا الشك أبدا خلال سنوات اشتداد الازمة أن السورين والمصرين يتقاسمون الاحلام ذاتها ويعتبرون أنفسهم قطعة واحدة وبلداً واحداً كما كانو اكثر من مرة في الزمن الماضي لكن أيضا لم تكن هموم اهل مصر صغيرةً حين جدًّدوا ملحمة العبور وأعادو بلادهم الى وجهتهتا الصحيحة .
من القراءة السياسية يبدو أن الدولة المصرية ما يزال لديها بعض الحرج في إعادة فتح العلاقات علنا مع سوريا وتعين سفير لها في دمشق وذلك نتيجة ترتيبات سياسية وارتباطات اقليمة وإقتصادية لا تخفى على احد .

مالنا وما لحديث السياسة فأنا شخصيا تراودني الرغبة لزيارة مصر ومخالطة أهلها والتجول في مدنها وقراها والتعرف على موطن الفراعنة القدماء عن قرب ، محبةُ أم الدنيا محفورةٌ في قلوب العرب وبالأخص قلوب السوريين ومصر تبادل السورين ذات المحبه ويقول أهلها اننا نحن السورين “أطيب ناس”
اليومَ التقيت مع أحد السورين الذين يعيشيون في مصر منذ اكثر من عشر اعوام اخبرني أن السوريين في مصر محبوبين جدا ولا أحد يجعلهم يشعرون بأنهم درجة ثانية كما حصل معهم في بلاد أخرى بعضها عربية حتى أن دماثة المصرين تصل الى أقصاها حين يلتقون مع سوري هناك كما ان اللهجة السورية مفتاح امان ومحبةٍ لهم يعرفون بها مع اول كلمة يطلقوها ، أهل مصر يتشوقون لمعرفة أخبار الشام على لسان أهلها ويريدون التحقق أن كلَّ ما يحكا عن هذه البلاد صحيح أم لا .

انني أُصدقُ هذا الرجل حين قال لي بأن مصر تحتل الدرجة الأولى في محبة السورين كما أصدق من يخالفهُ هذا الرأي فلكلٍ تجربته وظروفهُ وقد يكون هذا الرجل من ميسوري الحال الذين تقتح لهم الابواب بسرعة فائقة لكن مع ذلك أنا أصدق نفسي أولا لأني أعرف تاريخ بلاد النيل العظيم جيداً وسمعت وقرأت في كتب التاريخ عن أصالة أهلها وطيبتهم وحسن معشرهم ومخالطتهم .
إن مصر تشبه سوريا كثيرا والفوارق بينهما لا تعدو ان تكون بحجم الفوارق بين قريتين متجاورتين هذه العبارة أسمعها مرارا لكن مؤخرا يضاف إليها أن لدى مصر يوجد كهرباء وماء ولا توجد لديها نفس الازمات المعيشية التي لدى السوريين لهذا سيبقى حبُ مصر وأهلها مقيماً في نفوس السوريين وسيصدقون كلَّ عبارة حب تأتي من قبل أرض الكنانة .

 بلال خازم  – A2Zsyria

Visited 50 times, 1 visit(s) today