اخترنا لكمتقارير خاصة

معاناة السوريين مادة للسخرية والتهكم على قنوات ليست للسوريين

دمشق..
محزن جداً أن تتحول معاناة السوريين لمادة دسمة للتهكم من قبل أشخاص غير سوريين. يمكننا تقبل أن يقوم الإعلامي أو اليوتيوبر السوري بنقد واقع الحال وتوصيف المعاناة بطريقة ساخرة وكوميدية ولكن أن نرى ذلك على السنة ناس غير سوريين لا شك أنها ستضمن إساءة.
فالمصري الذي ينتقد مستهذئا ضعف القوة الشرائية عند السوريين وأن مرتباتهم لا تكفي لشراء سندويشة شاورمة واحدة يومياً يشبه الخليجي الذي ينتقد بسخرية الديمقراطية في سوريا. وكذلك الأمر بالنسبة للسوداني الذي يتحدث بسخرية عن الحفر في الطرقات السورية أو اللبناني الذي يتحدث عن البطالة في سوريا.
ثمة فرق كبير في طريقة تناول النقد واعتبار الموضوع من باب الحرية الإعلامية.
لايوجد في الغرب هكذا نوع من السخرية في الإعلام الغربي لأنهم يرون فيها إساءة للمجتمع وقد تحمل طابع تنمر وعادة ما يتم التعامل مع هذه الأمور بحذر وروية.
بعض اليوتيوبر من العرب غير السوريين تناول المأساة السورية من باب الاشخاص ومن باب النقاش ومن باب الاضاءة على حجم الخراب الذي حل بالبلد وهذا شيء جميل جداً. بغض النظر عن الحيادية في التحليل هذا الموضوع يختلف تماماً عن السخرية التي تعتمد على معاناة السوريين بقصد استغلالها في زيادة أعداد المتابعين.
ثمة أزمة فكر حقيقية في عالمنا العربي، فالتنمر والاستهذاء حاضر وبقوة بيننا ولا يمكن تخطيه بسهولة لأنه أضحى جزء من ثقافتنا وهويتنا.
مآسي السوريين وعرضها بطريقة ساخرة هي حق للسوري دون سواه وكذلك الأمر بالنسبة لمعاناة العراقيين واليمنيين والليبين. إذ أن الاحترام والأخلاق العامة تقتضي الحيلولة دون الاستهتار بمعاناة الناس لأنها لا شك ستكون مؤذية للكثيرين.
كان الله في عون السوريين الذين تحولوا إلى ملطشة يتقاذفها أيا كان. نسأل الله الفرج القريب للناس والبلد.

A2Zsyria

Visited 9 times, 1 visit(s) today