معاناة سورية من الاستشاري الجوكر
دمشق..
في علم الادارة تطوير العمل الاداري والتجاري يقوم على رؤية المؤسسات بعين خارجية، أو ما يعرف بالمستشار الخارجي، الذي يعمل على حساب نفسه او مؤسسة خارجية، ويقدم خدمات مختلفة ضمن قطاعات محددة ،كالاستشاري الهندسي وتطوير الاعمال والتعليم والموارد البشرية والهجرة والمعلوماتية وغيرها .
ولا يوجد استشاري شامل “جوكر” كما يعرف في الأوساط التجارية والادارية السورية اليوم، كما لا تزال ثقافة رؤية المؤسسة بعين خارجية غير موجودة مع غياب الاستشارات الوقائية أو حتى العلاجية في مراحلها الأولى .
ويسأل اصحاب الاعمال ومدراء المؤسسات لماذا نحتاج الى الشركات الاستشارية، وهم يغوصون في المشاكل التشغيلية اليومية لمؤسساتهم، لماذا ندفع الأموال الى استشاري، دون العلم او المعرفة ان الاستشارات صناعة بحد ذاتها، ومعلومة واحدة توفر على المصانع والشركات عشرات الملايين من الهدر، أو المعرفة بالقيمة المضافة للمستشار في تخفيض تكاليف الانتاج وزيادة الايرادات .
الاستشارات في سورية في اضعف حالاتها، ومعظم الطلبات تكون للاسف في اطار طلب النجاة اي ما قبل الانهيار ،وخاصة في قطاع الاعمال والقطاع الصناعي الحكومي، وسبب عدم الفائدة من المستشارين وضع العامل السعري على قائمة التعاقد ، والذهاب الى السعر الأقل ،وتجاهل الخدمة الأفضل، و البحث عن حلول ترقيعية هي أحد الاسباب الرئيسية للفشل الاداري والاقتصادي والهدر الكبير في سورية .
هامش .. عدد كبير من الخبرات السورية التي اضطرت للخروج خلال الازمة وبعد اطلاعها على ثقافات واسلوب أعمال متطورة، اصبح لديها نظرة نقدية واقعية وقادرة على تقديم الاستشارات للمؤسسات التي كانت تعمل فيها قبل خروجها، أكثر من الاستشاري الجوكر الذي يقدم الاستشارات نسخ لصق مقابل حساب جاري مفتوح .
A2Zsyria