منصة “تاج” ستكشف المستور عن القمح في سوريا
دمشق..
تبدأ في كل عام التقديرات العشوائية لإنتاج المحاصيل الزراعية في سوريا ومنها القمح، ويعيش الشعب بوهم الإنتاج الكبير، حتى ينصدم في موسم الحصاد أن الغلة لم تكن ربع تقديراته.
ومن تابع في الموسم الماضي تصريحات المسؤولين في وزارة الزراعة من الوزير إلى مدير زراعة أي محافظة، وعن التقديرات بأن إنتاج القمح يفوق المليون طن، ومنهم من توقع مليون ونصف طن، والحصاد الذي لم يصل إلى ربع التقديرات، يؤكد أن بعض المسؤولين يعيش على وهم الأرقام الخاطئة التي يتم تداولها، وتصرف المحروقات والأسمدة عليها.
وعليه، وضعت هذا العام في الخدمة منظومة “تاج”، وهي منظومة تقدير إنتاجية المحاصيل وتعتبر إحدى المنظومات الجديدة التي أحدثتها الهيئة العامة للاستشعار عن بعد، وباشرت عملها هذا العام لمراقبة محصول القمح من بداية زراعته حتى الحصاد.
وأكد مدير البحوث في الهيئة العامة للاستشعار عن بعد الدكتور ناصر إبراهيم في تصريح خاص لـ”أثر برس” أن منظومة (تاج) تعمل هذا العام على مراقبة وتقدير المحاصيل الاستراتيجية، وخاصة القمح لهذا الموسم في سوريا من الزراعة إلى الحصاد، وتراقب مراحل نمو النبات وجدولة مواعيد الري والتسميد وإدارة الآفات، وعملية الحصاد، وتقدم معلومات عن نمو القمح وتقدير الغلة، لافتاً إلى أنه في شهر نيسان سيتم تقديم رقم تأشيري عن تقديرات إنتاج القمح في سوريا.
وأشار إبراهيم إلى أن المهمة الأساسية التي تعمل عليها “تاج” هي تقدير الإنتاجية التفصيلية باستخدام بيانات صور فضائية عالية الدقة، وذلك لعدد من مناطق الزراعة الرئيسية، ومراقبة المحصول وإصدار النتائج إصداراً دورياً وصولاً إلى تقدير الإنتاج النهائي من المساحة المعروفة للزراعة.
وقال مدير البحوث: “نحن نعمل على مراقبة محصول القمح من اليوم إلى الشهر الثالث أو الرابع بنقاط معينة تم وضع تقنيات فيها ويمكن إعطاء أرقام تقديرية عن هذه المناطق”.
وفيما يتعلق بمراقبة تقدير المحاصيل الأخرى مثل الحمضيات والزيتون والبيوت المحمية، بيّن إبراهيم أنه “ليس من مهمة المنصة “تاج” الأشجار مثمرة والغابات، حيث لها برامج أخرى نحن نعمل على تغطية المحاصيل وغالباً الاستراتيجية التي تأخذ مساحات واسعة وتهم الدولة اقتصادياً”.
وأشار مدير البحوث إلى أن هيئة الاستشعار عن بعد طورت خوارزميات ونماذج برنامج التنبؤ الطيفي اللازمة لسير منهجية هذه المنظومة، واستكملت تأسيس قواعد البيانات الطيفية (الفضائية والمكانية)، وقال: “صحيح أن التقنية موجودة في جميع دول العالم لكن نحن في سوريا استطعنا ابتكار نماذج عن البيئة السورية، و”تاج” لها بصمة علمية عالمية وحصلت على جوائز وبراءات اختراع”.