من المفارقة العجيبة الجريمة الإلكترونية تلاحق كاتب تعليق وتترك بياعة الشبريات شغالة وماعليها جمرك
دمشق..
الأجهزة المختصة مشغولة بمتابعة مايكتبه المعلقون على صفحات التواصل الاجتماعي بقصد تجريمهم إلكترونيا. ولكن إعلان عن بيع أداة قد تستخدم للأذى يعتبر أمر عادي.
الصورة المرفقة أدناه تعكس إشكالية الحرية والرقابة والمسؤولية، ففي الوقت الذي تتيح لنا وسائل التواصل الاجتماعي حرية الوصول لشرائح عمرية مختلفة قد تسيء فهم استخدام المنتج نتيجة غياب الرقابة والاحساس بالمسؤولية نرى عدم انتباه للأهل و قلة اكتراث المجتمع بهكذا أمور. صحيح أن الحرب استباحت سكوننا وأجهزت على ماتبقى من هدوء واتزان في داخلنا، ولكن هذا لا يبرر تراخينا لحدود أن نقبل بضبط تعليقاتنا وتشذيب نقدنا لمواقع الخلل ولا يهمنا في نفس الوقت وصول أدوات حادة لأيادي مراهقين يمكن أن يستخدموها لايذاء أنفسهم في أي وقت.
غريب حالنا نحن السوريين، حمل الأدوات الحادة كالامواس يعتبر جريمة في كثير من دول العالم الذي نتهمه بالفسق، ولكن حقيقة أن هذا التصرف هو لحماية المجتمع لا يمكن تجاهلها. قد يكون القانون السوري يتضمن شيء بهذا الخصوص ولكن إن لم يكن الحد الأدنى من الوعي موجود فلن تستطيع الأجهزة فعل الكثير في ظل غياب التعاون من قبل الأهل والمجتمع.
تجارة الممنوعات أضحت باب رزق سريع لتضخم رأس المال وربما طريقا سهلة للثروة.
لا شك بأن حالنا صعب ومن يحاول أن يضيء شيء كهذا في ظل الكم الهائل من المآسي لن يلق أي صدى، إذ عتب لأحد أبدأ فالجراح التي أثقلتنا لن تتعبها ضربة موس قد يعتقد كثيرون أنها قد تريحهم. كان الله بعونكم وعوننا جميعاً، ولتحيا سوريا بمحبيها أينما كانوا.