من يشتري الطابق 45 في برج ترامب.. هل ينجح المشروع أم يتحول إلى أطول نكتة اقتصادية ؟
خاص-
في مشهد من فيلم سوريا الطويل الممتد منذ 2011 وكأنه هذا المشهد الخاص “برج ترامب” مقتبس في هذه الحلقة من فيلم هوليوودي إيقاعه سريع وأخباره ترند، تتردد الأنباء عن مشروع برج ترامب في قلب العاصمة السورية دمشق وتنتشر كالنار في الهشيم ونخشى أن تتحول إلى أطول نكتة اقتصادية.
ولجدية هذا الطرح يخرج مالك مجموعة تايغر العقارية السوري الأصل ابن مدينة درعا في تصريح صحفي ناري يعلن نيته بناء وإطلاق هذا الصرح المعماري بارتفاع 45 طابقًا وتكلفة تصل إلى 200 مليون دولار وطبعا سيكون محظوظا من يسكن في الطابق الأخير التراس المطل على عاصمة التاريخ ويعانق جبل قاسيون في المدينة الخضراء والمرشحة لأن تكون أول مدينة ذكية في سوريا.
من يشتري الطابق 45 في برج ترامب
وفي ظل الحديث عن مكان المشروع والمنطقة الأفضل في سوريا هناك من يعتقد بإمكانية تبرع محافظة دمشق بأرض المشروع ومن بين الأماكن التي يمكن أن تكون مطروحة من باب التوقع ، يبدو أن البرج قد يجد موطئ قدم في ماروتا سيتي، المدينة الاستثمارية الحديثة التي تضم بعضًا من أطول الأبراج في سوريا. لكن السؤال الأهم: هل ستُبنى هذه التحفة المعمارية على أنقاض أملاك الأهالي في منطقة المزة أم سيتم النظر بالتعويض المسلب منهم؟ أم أن المشروع سيحمل طابعًا استثماريًا بحتًا على مستوى دولي ويمكن بناء المشروع في مكان آخر .
اقرأ أيضا:معالم ماروتا سيتي تُغير وجه العاصمة دمشق
أنظار المستثمرين بدأت تسأل عن الأسعار في المنطقة الاستثمارية المحيطة ببرج ترامب وعن التطبيقات العقارية التي تتداول أسعار الأسهم والعقارات المحيطة، وللأسف لم تجد سوى “تطبيق عقاري دمشق” الوحيد في سوريا المختص بتداول الأسهم العقارية في ماروتا وباسيليا سيتي، وبعد الاطلاع على سعر الأسهم والشقق المعروضة للبيع نجد أنها رخيصة جدا في منطقة ستصنف على مستوى العالم في حال عانق برج ترامب جبل قاسيون .
أطول نكتة اقتصادية بعد يلبغا
لا يخفى على أحد أن دونالد ترامب يعشق العقارات، فهو لم يكتفِ ببناء أبراج تحمل اسمه في نيويورك وشيكاغو، بل يبدو أن دمشق قد تكون الوجهة الجديدة لهذا الولع العقاري. وإذا وافق ترامب على منح اسمه لهذا البرج، فقد نشهد تدفقًا اقتصاديًا لشركات التطوير العقاري، خاصة أن المشروع يُروج له كـ”رمز للسلام ورسالة بأن سوريا تستحق مستقبلاً أفضل” وخاصة بعد سنوات عجاف من الحرب والحصار في بلد يطمح فيه أفضل الكفاءات العلمية المرشحة للإشراف على بناء المشروع إلى تأمين مصاريفهم اليومية وحياتهم الشخصية .
اقرأ أيضا:مبعوث الرئيس الأمريكي إلى سوريا وفرص الاستثمار المحتملة
ورغم الطموحات الكبيرة لبناء المشروع في سوريا، فإن المشروع يواجه تحديات ضخمة ليست سورية بل خارجية، أبرزها الحصول على موافقة علامة ترامب التجارية وموافقة ترامب الخاصة حيث لم يعلق على الفكرة لا سلبا ولا إيجابا، إضافة إلى التوافق السياسي في المنطقة والاستقرار والإنتهاء من التجاذبات التي قد تستغرق سنوات. كما أن البيئة الاقتصادية في سوريا لا تزال غير مستقرة، مما يثير تساؤلات حول جدية إقامة هذا المشروع.
بين الطموح والواقع، وبين الأمنيات السورية والحسابات السياسية، هل يبقى المشروع مجرد فكرة على ورق أم يتحول إلى يلبغا جديد وكتلة اسمنتية ضخمة تثير الجدل أو مجرد حلم لإرضاء ترامب لم يكتب له النجاح سوى في التصريحات الصحفية والظهور الإعلامي.
A2Zsyria
صفحة الفيس بوك :https://www.facebook.com/narampress