من يعاقب الهيئة المركزية للرقابة والتفتيش بحال التستر على الفاسدين ..؟!!

الهيئة المركزية للرقابة والتفتيش .. تضمن قانون العقوبات في جميع دول العالم فقرة خاصة بالتشدد بالعقوبات على كل من يتستر على الفاسدين والمجرمين، ويعمل على تهريبهم من العدالة أو منحهم صك براءة من الأعمال المرتكبة والمخالفات للقوانين والأنظمة، وأعمال التزوير التي تضر بالدولة في الدرجة الأولى، وبالمواطنين وتتسبب في اشغال مؤسسات الدولة بالشكاوى والردود والهدر للوقت والجهد .

الهيئة المركزية للرقابة والتفتيش

صحيح أن الهيئة المركزية للرقابة والتفتيش لا تستطيع أن تكون كحد السيف في معاقبة المخالفين للقوانين والأنظمة، كون أن بعض المخالفات تتم من غير قصد وكون بعض القوانين تحتمل أكثر من تفسير،لكن للأسف نجد أن من لا يستحق العقوبة يعاقب، ومن يرتكب المخالفات الفاقعة والواضحة تدافع عنه الهيئة المركزية من قبل بعض المفتشين، ومدراء الفروع ورؤساء المجموعات …!!

اقرأ أيضا:محافظة دمشق تتجاهل مخالفات تسوية بأرقام كبيرة

وللأمانة اطلعت على أكثر من قصة وملف تفتيشي، وتابعتهم عن كثب في دمشق وطرطوس، وكانت النتائج التي توصلت إليها من خلال المعطيات المطروحة والتقارير المكتوبة، والمذكرات المرفوعة، أن كبار المسؤولين يدافعون عن الفاسدين ويتبنوهم، ومنهم من يرفض تنفيذ القرارات التي تدعم خزينة الدولة بمليار ليرة في الحد الأدنى، ومنهم من يرد على مذكرات وتقارير بردود باردة تنم عن قيامه بالفعل المقصود بالتستر على الفساد والفاسدين.!

من يتستر على الفاسدين

ولمن لا يعلم أن التقارير تمر على المفتشين، ومن يدقق عملهم، وعلى رؤساء الفروع، ومن ثم إلى الهيئة المركزية، وإلى المجموعات المختصة وقد يكون التفتيش الواحد يمر إلى عدة مجموعات، ومن ثم إلى الرقابة والقانونية ومن ثم الى القرار النهائي عند رئيس الهيئة الذي يخرج بالخط الأخضر، وما يريده الأخضر هو النتيجة النهائية بغض النظر عن كل ما سبق.

اقرأ أيضا:لماذا تنام القضايا في التفتيش المركزي ؟!!

والسؤال إذا كان العمل مؤسساتي والهيئة تقوم بالتستر على بعض الفاسدين وتمنع تطبيق القوانين والأنظمة، وتوجه التحقيقات إلى توجهات غير منطقية وقانونية من يحاسب هذه الهيئة على الأخطاء المرتكبة؟ ومن يحاسب بعض الفاسدين في الهيئة على التستر على ملفات الفساد؟ ومن يحاسب البعض لتستره وتاليا هدر الأموال والمصاريف والورقيات والوقت من دون انجاز الملفات المطلوبة بالدقة؟ ومن يحاسب الهيئة على تراجع دورها والثقة بها من جراء الأفعال المشينة التي يقوم بها البعض ويشوه سمعة الهيئة…!!

الممارسات الفردية من دون عقاب

ولمن لا يعلم أن المفتشين يحصلون على بيوت سكنية وتعويضات وحوافز ووضعهم الوظيفي من أفضل الموظفين، ومع ذلك هناك من يعمل على تدمير هذا الصرح الكبير والنيل من سمعته من خلال ممارسات ومخالفات لحماية الفاسدين وتعميق الظلم على المظلومين .

ما نود قوله إن الممارسات الفردية التي يرتكبها بعض رؤساء الفروع في الهيئة، ومحاولات التستر على الفاسدين، وضياع حقوق المواطنين يجب أن لا تمر من دون محاسبة، ويجب أن تعمل الهيئة في الدرجة الأولى على محاسبة كل رئيس فرع أو مفتش يعمل على تشويه سمعة الهيئة لمصالح ضيقة.!!

خط أحمر

صفحة الفيس بوك:https://www.facebook.com/narampress/?locale=ar_AR