مَوْجَةُ غلاءِ جديدة تضربُ سوق الأحذية في سوريا..
دمشق..
مع الإرتفاع الكبير الذيي وصلت له أسعار الأحذية في سوريا، بمختلف أنواعها، إذا قارب سعر الحذاء الطبي في أسواق البالة بنحو 60 ألف ليرة، ليلجأ المواطنين السوريون الفقراء إلى الذهاب إلى ترقيع أحذيتهم المستعملة والتي مضى عليها الدهر، في محاولة لتجديدها كما يحدث في الألبسة.
هذا الإرتفاع لم ينطبق فقط على أحذية البالة، فقد وصل سعر الأحذية الطبية صناعة سورية إلى 35 ألف ليرة كحد أدنى، وأحذية ماركة كلارك الطبية ترواحت أسعارها ما بين 26 و 29 ألف ليرة، بينما وصل سعر الأحذية الصينية الطبية ذات القالب الرديء إلى 15 ألف إن وجد.
الأسعار المرتفعة مؤخرا للأحذية أجبر جميع المواطنين من الطبقات الفقيرة و الوسطى الى التخلي عن بريستيجهم واناقتهم في، و إعادة فتح خزائهم القديمة و إخراج أحذيتهم البالية في محاولة لترقيعها هرباً من الغلاء الفاحش الذي يضرب الأسواق، و الذهاب إلى ” الإسكافي” الذي إرتفع وتيرة عمله خلال الفترة الماضية في ظل الارتفاع الكبير في أسعار الأحذية، الأمر الذي أجاز لنفسه لرفع أسعار و أجور الصيانة، من وجهة نظره ان إعادة صيانة حذاء ثمنه 25 ألف بأجرة لا تقل عن 3 آلاف ليرة ليس بالكثير.
وبحسب جولة موقع “بزنس2بزنس” فقد إرتفعت أسعار الأحذية الرياضية في أسواق البالة ما بين 10 إلى 15 ألف ليرة لكل حذاء، ولا يمكنك الاقتراب من اي حذاء رياضي بالة بسعر أقل من 25 الف ليرة بينما الصيني ذات النوعية المتدنية يتراوح سعره بين 13 و18 الف ليرة .
وينتشر في الاسواق وعلى البساطات نوعية من الاحذية ذات الاستخدام لفترات بسيطة، او موسمية، وهي ذات تصنيع رديء ،ولا يقل سعرها عن 10 الاف ليرة، وهذه في الغالب بحسب مصادر بزنس2بزنس يتم تصنيعها بناء على طلب خاص من التجار لتلائم الفقراء وغالبية اصحاب الدخل المحدود .
من يتابع صناعة الاحذية في سورية يدرك تماما انها صناعة متقدمة ، ويتم تصديرها وهي ذات جودة عالية وذوق رفيع في اختيار الموديلات والالوان ونوعية الجلد المستخدم، لكن لماذا الاحذية في سورية اسعارها مرتفعة وهي ذات صناعة محلية ، يرى الصناعيون نتيجة ارتفاع اجور اليد العاملة، واسعار المواد الاولية، وارتفاع تكاليف التشغيل والشحن، والمصاريف النثرية الجانبية التي تحمل على المنتج، بينما على ارض الواقع لم ترتفع أجور العمال بنفس نسبة اسعار المواد، والكثير من هذه الاحذية يتم تدويرها من موسم الى آخر بحسب التاجر عبد الرحيم ضوميط، وعدم قدرة التجار على مجاراة الموضة كون الطلب انخفض بشكل كبير لدى غالبية المستهلكين وانتظارهم الى نهاية الموسم للاستفادة من عروض التنزيلات والتصفية .
وينتشر في الاسواق بيع الاحذية تحت تصنيف طبي باسعار مرتفعة دون ان يعلم المواطن ان كان الحذاء يراعي الشروط الصحية أو الطبية، بينما هناك بعض المحلات المتخصصة بتفصيل الاحذية لذوي اصحاب الاقدام التي لديهم اشكال خلقي حيث يتم تفصيل الحذاء باسعار حسب النمرة، لكن هذ المحلات ايضا من يشرف عليها ويحدد اسعارها .
المواطن عبد الكريم عبد الله جمع بعض الاحذية القديمة ويتفاوض مع صاحب محل لتصنيع الاحذية في شارع الثورة بدمشق حول الأجور حيث الآخير يقول: “انا وفرت عليك 100 الف ليرة كتير الاجرة 10 الاف ليرة” .
اسعار الاحذية في سورية اليوم دخل في مرحلة فوضى التسعير والتصنيف مثل بقية القطاعات والأسواق متروكة على الغارب اصحاب المحال يتصيدون الزبائن واصحاب الدخل المحدود والفقراء يلجؤون الى ترقيع الأحذية القديمة واعتبارها آخر موضة .
B2B-SY | طلال ماضي