اخترنا لكمعبي بالخرج

نترك البلد فقط حين ﻻ يتركون لنا مجاﻻً للبقاء فيه !!..

طلبت من أحد الأطباء أن ينصحني بطبيب متمكن باختصاص احتاجه فأعطاني أسماء ثلاثة على حد خبرته لامثيل لهم في البلد وبعد التقصي والبحث عنهم تبين أنهم “طفشوا” .. هنا أيقنت أن زمن المبادئ مضى وأننا في زمن الرحيل .. هنا أدركت أننا نغادر أرضنا فقط حين ﻻ يتركون لنا فرصة للبقاء فيها .

لامجال للبقاء

إذا كان أشخاص دخلهم اليومي بمئات الآلاف غير قادرين على مواصلة حياتهم وسط هكذا ظروف فماذا يقول أو يفعل ذلك الموظف الذي دخله اليومي رسمياً أقل من 5 آلاف ليرة ؟ ماذا يقول أو يفعل من حُوصر حتى بلقمة عيشه وحذائه ودمعته وابتسامته ؟.. ماذا يحصل ,هل تحددت مصائرنا بين الموت قرفاً ويأساً أو الرحيل طوعاً إلى المجهول؟ .

اقرأ أيضأ:هذا طريق الهجرة الأكثر نشاطاً إلى الاتحاد الأوروبي في عام 2022

هل فكرنا ماذا يعني إفراغ البلد من النخب العلمية والفكرية والحرفية؟ .. هل هناك إدراك لأبعاد هروب الطبيب والمهندس والمزارع والشاعر والإعلامي والكهربجي والميكانيكي والحداد وغيرهم أم أن ذلك آخر اهتماماتهم ؟ .. هل سنواجه مشكلة في مرحلة إعادة الأعمار الموعودة أم أن بلدنا ولاّدة ولديها فائض من العقول والخبرات؟ .

الهروب الجماعي

والملفت تنامي الرغبة بالهروب الجماعي بما يوازي حالة اليأس الجماعي .. الجميع يرغب ويخطط للهروب مع أول فرصة .. الفقراء يهربون .. اللصوص الكبار وضعوا رجل هنا ورجل هناك .. ماذا يحدث هل خبز بلادنا بلا ملح؟ .. هل نحن بحاجة إلى أسباب أقسى من العقل والمنطق لكى نبرر الرحيل؟ .

اقرا أيضا:أخطاء الهجرة والجوازات بالجملة

والملفت أيضا أن غالبية شبابنا ممن سافروا لاستكمال دراستهم في الخارج وجدوا فارقاً كبيراً بين البلدان التي يدرسون فيها وبين هنا .. وجدوا فرقاً كبير بين احترام العقول والقانون وبين إقصاء العقول وتهميش القانون فقرروا تثبيت الرحيل .

ويبقى السؤال هل هناك من يفكر بكيفية وقف استنزاف هذه العقول .. إن كان الجواب نعم فماذا فعلوا ؟ .. هل هناك من يفكر بكيفية إعادة هذه النخب أو في أسوأ الأحوال التواصل معها للاستفادة من خبراتها حسب المتاح ؟ .. بل هناك من يتمنى احترام هذه العقول على الأقل كما يتم احترام ماركات السيارات والموبايلات والأحذية الإيطالية .

قال أحدهم .. أنا لا أنظر من ثقب الباب إلى وطني لكني أنظر من قلب مثقوب وأميّز بين الوطن الغالب والوطن المغلوب .

الساعة_25: نضال فضة

صفحة الفيس بوك: https://www.facebook.com/narampress

Visited 10 times, 1 visit(s) today