نصائح للمسؤولين من الناس بخصوص كورونا
ليست المرة الاولى التي نكتب فيها مخاطبين الفريق الحكومي بضرورة تحمل المسؤولية وتوخي الجدية في التعامل مع وباء كورونا الذي هد عروش أكبر اقتصاديات الدول وشل حياة أكثر الدول تطوراً بخدماتها الصحية الراقية وبنيتها التحتية المتينة. يمكنكم الاطلاع على كل مقالاتنا في هذا الشأن تحت وسوم كورونا، وباء كورونا. مانريد قوله الآن مختلف ولن نطالب الفريق الحكومي هذه المرة بجدية التعاطي وضرورة تحمل المسؤولية ومصارحة الناس والجرأة في تسميه الامور بمسمياتها، ولن نستجدي المسؤولين ونصرخ في آذانهم مذكرينهم بـأن الحكومة هذه الأيام أحوج ماتكون إلى مخاطبة الناس بطريقة مباشرة وبسيطة وقدر عال من الشفافية. كلا لن نقول لهم بأننا نود أن يتحركوا لصالحنا فالناس يئست وهزمت وقل مقدارها ولم تعد تكترث بكثير من الأمور ولم تعد تحلم حتى بأي شي جميل وكثير من الناس (شيباً وشباباً) فقد الأمل أو كاد بأي مستقبل مشرق قريب.
مع يقين الكثير من الناس بأنه كان الأولى بالحكومة لو أنها في وارد المسؤولية والحرص على المواطن كما تدعي، أن تنظر إلى ماحدث ويحدث في دول الجوار. حيث أن الجائحة أرهقت الخدمات الصحية في الدول النفطية التي اصبح عدد الاصابات فيها بعشرات الالوف. إن كان كل من على الكرة الأرضية يعلم ان الامكانيات الصحية في سوريا متواضعة ومنهكة بسبب الحرب والحصار، إلا حكومتنا التي تصر على إضافة حلقة جديدة من الصمود الذي لامبرر له ولا طاقة لأحد عليه. مسؤولونا في موضع المساءلة عن الآلية التي أداروا فيها البلد خلال الازمة والفريق الحكومي الخدماتي المعني بإدارة الأزمة يجب ان يبرر للناس المتعبة لماذا فشل وأصر على اتباع سياسة النعامة وصم الأذن وتكبير المعلاق. الوقت ليس لتوجيه رسائل سياسية والفريق الحكومي يجب ان يحاسب لاستهتاره إن ثبت استهتاره.
صحيح أن هناك العشرات من الاسئلة التي يطرحها العامة ولاتلق جوابا، أغلبها يتعلق بتجاهل مايعرفه الناس واحيانا تكذيبه بطريقة بشعة وكأن مسؤولي الحكومة وصلوا درجة الحكمة المطلقة وتصرفاتهم وقراراتهم وتوجيهاتهم كلها لاتنتابها شائبة. نعم هذه المرة سنصدقهم ونحن سنقول بأن كل ما قام به الفريق الحكومي هو قرارات مدروسة وحكيمة وصحيحة ولا مجال لوضع ملاحظة بشأنها.
ولكن ألا يدرك اعضاء الحكومة أن الكورونا يفتك بالكهول اكثر من الشباب، الا يخافون على حياتهم ؟ ألا تحتاج الاموال التي جمعوها وقتاً حتى يستمتعوا بها؟ أغلب الناس بات مدركا أن لاقيمة لهم في حسابات المسؤولين، وأمل الناس المتبقي قائم على تنبيه وتذكير المسؤولين بأن الإجراءات واليقظة وسرعة التصرف ستنقذهم قبل غيرهم لأن هذا الفيروس غبي لايميز بين المسؤول والفقير. ويبدو ان من سخرية القدر لا بل من نافل القول الإشارة إلى أن مناعة الفقير على الأغلب أفضل من مناعة المسؤول وهذا لوحده كفيل بدق ناقوس الخطر للمسؤول ليتحرك هذا المرة ليحافظ على حياته قبل أن يفتك به فيروس العدالة الاجتماعية والاقتصادية.
نحن معشر الناس وفقراء البلد آلينا على أنفسنا أن نبادر إلى نصيحة الفريق الحكومي والبدء بإعلان حالة الطواريء الصحية لحرصنا على سلامتكم، لأننا حقيقة لا نستطيع العيش من دونكم، فحياتكم تهمنا ونحن لا نتشفى ولم نكن يوماً إلا أخياراً وسفراء للحب والجمال والأمل، لا نحب الشماته ولم نعهدها يوماً (علماً أن البعض يعتقد أنكم في عداد الموتى ولا يجوز على الميت إلا الرحمة). نحن نعلم أن مشاغل الحياة ألهتكم كثيراً حتى عن التفكير بصحتكم وبمستقبلكم الذي قد لا يكون إن تمكن الفيروس منكم. نتمنى عليكم أن تسمعونا هذه المرة ولكن ليس من أجلنا بل من اجلكم فما قمتم به خلال مسيرتكم الوظيفية سيكون بلا معنى إن كورنتم، وإن كُتب لكم عمر فستستمتعون بما جمعتم من مال خلال فترة تكليفكم بمهامكم الرسمية. نقول لكم الآن الآن وليس غداً فلتتصرفوا ولتفكروا بمصالحكم أولاً وأخيراً لعل الذكرى تنفعكم.
Visited 12 times, 1 visit(s) today