نهر البارد الاهمال يرفع الهدر
حماه..
من يزور نهر البارد في السقيلبية بريف حماه الغربي ويرى حجم المياه المهدورة من هذا النبع وعدم الاستفادة منها وسط الشح الذي نعاني منه في الزراعات يسأل عن العقلية التي يعمل بها المسؤولين في سورية القائمة على الهدر ومن ثم الهدر والاهمال لخيرات البلد، وعن مصير النعمة التي أكرم الله بها على هذا الشعب .
هذا النبع البارد والغزير في جريانه يحتاج في الدرجة الأولى الى مشروع ضخ وتوصيل الى شبكة المياه الرئيسية، وايصال المياه الى القرى العطشى، وفي المقام الثاني الحفاظ على كل نقطة مياه تهدر وايصالها الى الحقول في سهل الغاب، والى كل سنبلة قمح رفضت أن تنبت لانها عطشى وتبحث عن نقطة مياه.
الواقع الحالي لنهر البارد يشبه مئات الينابيع والانهار المنتشرة على مساحة الريف السوري، والتي تحولت من نعمة المياه الى نقمة التعدي على الاملاك العامة، واقامة المتنزهات والرقص على أنغام نعمة مهدورة واقتصاد يتهاوى نتيجة عطش محاصيله .
في علم السياسة والاقتصاد والفلك أن الحرب القادمة هي حرب مياه نظيفة، بسبب نقص هذه المادة وبشدة ونحن نقف كل صباح أمام ملايين الامتار المكعبة من المياه الصالحة للشرب والمعدنية منها مهدورة في وديان وسواقي لا يستفاد منها سوى الاعشاب الضارة، وبدلا من الاستفادة من المياه وتحويلها الى ثروة حقيقية نعقد الاجتماعات والجولات لمعالجة الاعشاب الضارة النابتة من هدر المياه، يا له من تفكير بارد وعقل مجبول بالهدر .
A2Zsyria