هذا مستقبل شمال شرقي سوريا
دمشق..
قال الرئيس بشار الأسد، إن بلاده «ستقاوم أي غزو تركي لأراضيها على الصعيدين الرسمي والشعبي»، مشيراً إلى أن الجيش السوري كبّد نظيره التركي خسائر خلال المواجهة بينهما قبل عامين.
وقال الأسد في مقابلة مع قناة «RT» الروسية، تعليقاً على التصريحات التركية الأخيرة والأنباء عن إنشاء منطقة آمنة تمتد داخل الأراضي السورية، إن بلاده لن تسمح لأي غزو تركي للأراضي السورية، مؤكداً أنه عندما «تسمح الظروف العسكرية للمواجهة المباشرة سنفعل هذا الشيء، هذا حصل منذ عامين ونصف، حصل صدام بين الجيشين السوري والتركي، وتمكن الجيش السوري من تدمير بعض الأهداف التركية التي دخلت إلى الأراضي السورية، سيكون نفس الوضع بحسب ما تسمح الإمكانيات العسكرية عدا عن ذلك ستكون هناك مقاومة شعبية».
كما شدد الرئيس السوري على أن إدلب «ستتحرر في نهاية المطاف من أي محتل، كأي أرض محتلة هي خاضعة للخطط العسكرية والسياسية السورية من أجل التحرير. هذا الموضوع محسوم، أية أرض محتلة من قبل إما التركي أو الإرهابي سيتم تحريرها مع الوقت».
وعن مستقبل المناطق التي تحتلها الولايات المتحدة في شمال شرقي سوريا والتي تديرها سلطات محلّية، قال الأسد إن «طرح موضوع أن تكون هناك قوميات متعددة في إطار كانتونات أو في إطار فيدراليات هو مقدمة للتقسيم، بينما أن يكون هناك تنوع سوري في إطار الوحدة الوطنية هو غنى، ونحن ننظر إليه بشكل إيجابي، ولكن عندما يُطرح بإطار خاطئ يتحول إلى نقمة على البلد وهذا ما لا نسمح به».
وعن علاقته مع الدول العربية، رأى الأسد أن «العلاقات السورية- العربية خلال الحرب لم تتبدل كثيراً بالمضمون، فمعظم الدول العربية حافظت على علاقتها مع سوريا ومعظمها كانت تقف مع سوريا معنوياً».
وأضاف الأسد تعليقاً على زيارته إلى أبو ظبي «التي وصفها البعض بعودة سوريا من الباب الواسع»: «لا أعرف كيف يُعرّف الباب الواسع وماذا تعني كلمة عودة؟ فنحن لم نخرج، سوريا بقيت في مكانها بنفس المواقف، بنفس الظروف، تتعامل معها بطريقتها وبحسب مبادئها ورؤاها. معظم الدول العربية حافظت على علاقتها مع سوريا، معظم الدول العربية كانت تقف مع سورية معنوياً».
وتابع أنه حتى «الدول التي سحبت بعثاتها الديبلوماسية حافظت على العلاقة، وحافظت على العواطف الإيجابية تجاه سوريا من دون أن تكون قادرة على القيام بأي شيء. الوضع الآن هو نفسه مع بعض التغيرات الشكلية».
وعن الأزمة الاقتصادية، شدد الأسد على أن الحصار المفروض على سوريا ليس السبب الوحيد في الصعوبات والتحديات الاقتصادية التي تواجهها البلاد.
وأضاف: «الحصار هو جزء من المشكلة، لأن الحصار يرفع التكاليف ويبطئ العملية الاقتصادية، صحيح، ولكن هناك أسباب عالمية أخرى، هناك أسباب لها علاقة بأزمة كورونا. على سبيل المثال الغرب الآن يريد أن يضع كل المشكلات كنتيجة لحرب أوكرانيا، وتحديداً كنتيجة للسياسة الروسية، الحقيقة ليست كذلك، جزء من المشكلات الداخلية لها علاقة بالخطط الاقتصادية الداخلية أيضاً، ليس فقط بالوضع الخارجي».
وأشار الأسد إلى أن الفساد له دور في الأزمة الاقتصادية، حيث قال: «موضوع الاقتصاد فيه عوامل كثيرة متعددة بما فيها الإدارة».
على صعيد آخر، انتقد الأسد استخدام الولايات المتحدة للدولار كأداة للضغط على الدول الأخرى، مشدداً على أن واشنطن بواسطة الدولار تسرق العالم ولا تبتزه.
واعتبر أن هذه العملة هي «وسيلة للحصار»، مؤكداً أنه طالما أنّ هذا الدولار يمر عبر البنوك الأميركية أو الاحتياطي الفيدرالي «فسنكون تحت سلطة هذا الدولار، بالتالي كلّ مستقبلك كدولة، كبلد، كشعب، كمجتمع، كاقتصاد، هو تحت رحمة الولايات المتحدة».
كذلك، كشف الأسد دوافع تأييد دمشق للعملية العسكرية الروسية الخاصة في أوكرانيا، قائلاً: «روسيا حليف لسوريا، وروسيا تتعرض لحرب لا أربطها بموضوع توسع حلف شمال الأطلسي كما يعتقد البعض. هذه الحرب لم تتوقف حتى قبل الشيوعية وقبل الحرب العالمية الأولى. هي حرب مستمرة ودور روسيا هنا أساسي كجزء من التوازن الدولي. نستطيع أن ننظر إلى روسيا من زاويتين: زاوية الحليف الذي إذا انتصر في معركة، أو إذا أصبح موقعه السياسي على الساحة العالمية أقوى فهذا مربح لنا. ومن زاوية أخرى أن قوة روسيا اليوم تشكل استعادة للتوازن الدولي المفقود ولو كانت استعادة جزئية، وهذا التوازن الذي ننشده ينعكس بالدرجة الأولى على الدول الصغرى، وسوريا واحدة منها».