هل تصدق…راتب الموظف في سوريا لعام كامل لا يكفيه تدفئة 40 يوماً
دمشق..
مع دخول أول أيام فصل الخريف بدأ أصحاب المحال التجارية في سوق المناخلية بدمشق بعرض منتجاتهم الجديدة المخصصة للتدفئة مع التطور في صناعة المدافئ، حيث يتربع على عرش السوق شركات قليلة على عدد أصابع اليد الواحد تتقاسم سوق المـدافئ التي تعمل على المازوت، وبعض المـدافئ التي تعمل وفق توربينات ومراوح.
وبحسب ما رصد مراسل “أثر برس” فإن المدافئ ذات النوعية المقبولة والتي تعمل على المازوت يتراوح سعرها بين 325 ألف ليرة و425 ألف ليرة، بارتفاع يتراوح بين 100 و150 ألف ليرة عن العام الماضي بحسب أبو خالد مدير مبيعات في احدى صالات البيع في سوق المناخلية.
وبالنسبة للمدافئ التي تعمل وفق توربينات ومراوح مخصصة بيّن الصناعي أنس عيدو لـ”أثر” أن سبب صناعة هذا النوع من المدافئ كونه مخصص لفئات محددة من الناس إذ لا تنقطع الكهرباء لديها، ويتراوح سعرها بين 800 ألف ليرة و1.600 مليون ليرة.
أما بالنسبة للمدافئ التي تعمل على الحطب فكان سعرها (الفونت بين 1200 و 1600) حوالي مليون ليرة، بينما يتجاوز سعر طن الحطب 650 ألف ليرة سورية .
كما ارتفع سعر البواري الخاصة بالمدافئ، ووصل سعر البوري بحسب عيدو إلى 8000 ليرة بينما سعر الكوع 5000 ليرة وسعر (H) الذي يركب في نهاية البواري من النوع المقبول 12 ألف ليرة.
وفي عملية حسابية بسيطة أعدها موقع “أثر” فإن تكلفة شراء المدفأة مع البواري من النوع الوسط لتدفئة غرفة مساحتها 16 م 2 إذا احتاجت فقط 6 بواري و2 كوع ومدفأة جديدة وH بحسب الأسعار الرائجة اليوم في السوق فيصل لحوالي 400 ألف ليرة فقط ثمن المدفأة.
وإذا حسبنا أن العائلة بحاجة إلى تشغيل المدفأة خلال فصل الشتاء فقط 40 يوماً وكل يوم تصرف 5 ليتر مازوت فهي بحاجة إلى 200 ليتر مازوت سعرهم حسب سعر السوق الرائج اليوم حوالي 1.600 مليون ليرة أي أن تكلفة التدفئة هذا العام لا تقل من 2 مليون ليرة، وإذا حسبنا أن رب العائلة موظف راتبه 150 ألف ليرة مجموع راتبه إذا لم يكن لديه حسميات لقروض أو غيرها .81 مليون ليرة في العام أي أن راتب الموظف لا يكفي لتدفئة أسرته.
ومع هذا الغلاء الفاحش وغياب المحروقات وارتفاع وسائل التدفئة ظهر إلى العلن وانتشر على البسطات في الأسواق الشعبية وسائل بديلة من التدفئة والتسخين عبر الكحول، حيث وصل سعر قنديل صناعة بدائية ومتدني الجودة شغل بسطات 100 ألف ليرة وسعر ليتر الكحول يتراوح بين 4000 و4500 ليرة.
كما انتشر في الأسواق المدافئ التي تعمل على الكهرباء وتُسعر بحسب عدد الوشائع وغالبيتها من النوعية ذات الجودة المتدنية، ومع ذلك لا يوجد مدفأة أقل من 250 ألف ليرة على الرغم من أن سوقها غير نشط لعدم توفر الكهرباء.
وتبدو جميع التوقعات من الأرصاد الجوية والفلكية أن شتاء آخر بارد سوف يخيم على بيوت السوريين، في ظل ارتفاع أسعار وسائل التدفئة التي ارتفع سعر بيدون المازوت اليوم في السوق الحر إلى 140 ألف ليرة وأسطوانة الغاز إلى 50 ألف ليرة.