Uncategorizedاخترنا لكمسوشيال ميديا

هل يمكن ترويض أموال الأثرياء الجُدد الهائجة ؟!! .. المال كالمطرقة يمكن استخدامها للبناء والهدم

دمشق..
بعدما أثبت الأثرياء الجُدد أنه إذا اجتمع المال القذر والمال الأصيل يختفي الأصيل.. .. بعدما تأكد أن حديثي النعمة وأموالهم الهائلة أصبحوا أمراً واقعاً غير قابل للنقض.. بعدما تأكد أنه أمام الجِمال المُحمّلة بالذهب جميع الأبواب مفتوحة وحتى الرسمية .. بعدما تأكد أنه عندما يتكلم المال الوسخ يلتزم الجميع الصمت .. بعدما وبعدما.

يتساءل الشارع ماذا تريد تلك الأموال الهائجة .. ماذا عن “أدبياتها” و”ضوابطها” ومرجعياتها, هل يمكن ترويضها لتكون مفيدة للبلد ؟. تجارة العقارات والسيارات والأجهزة الالكترونية وخاصة الموبايلات , إقامة منشآت سياحية من فئة سبع نجوم وخاصة المقاصف والمطاعم , إقامة شركات استيراد وخاصة للسلع الكمالية .. هذه المجالات وأشباهها كانت الغساّلة الأوتوماتيك لتك الأموال في محاولة لتنظيفها تحت ظلمة الأزمة وكأنها تريد إقناع هذا الشارع أن الشخص هو من يصنع الثروة وأن الثروة لم تصنع شخصاً ومكانة أبداً.

هذه الأموال التي ولدت من رحم الموت والدمار واللصوصية والفساد على ما يبدو تريد من خلال “البلطجة” تسيّد ميدان الأعمال .. تريد إزاحة و تطفيش تلك الأموال الأصيلة وشيوخ الكار في مختلف المجالات .. تريد أن تكون ديوك المزرعة والباقي دجاجات.

مزاجية تلك الأموال ومشاريعها العشوائية غير الضرورية في الوقت الراهن للبلد تستنزف القطع الأجنبي الموجود في الأسواق .. هذه الأموال البعيدة كل البعد عن أدبيات التجارة والصناعة .. هذه الأموال التي تستند إلى مرجعيات متناحرة ووو , كلّها أسباب ساهمت بشكلٍ كبير في فوضى غير مسبوقة ضمن الأسواق .. فوضى حرمت عملتنا الوطنية من أي فرصة لاستجماع قواها ما أدى إلى ارتفاع غير مسبوق للأسعار , ما أدى إلى تدهور غير مسبوق للأوضاع المعيشية , ما أدى إلى تطفيش الأموال الأصيلة والعقول المبدعة , ما أدى إلى استمرار وتعميق الأزمة وموت الإنسان فينا.

بالمحصلة , وبما أن هذه الأموال كما قلنا أصبحت أمراً واقعاً , وبما أننا لا نعلم من علينا أن نخاطب , أقول : يا فخامة “رؤوس الأموال الجديدة” ليس عيباً تعلم أصول وأدبيات إدارة رأس المال .. إن كنت تريدين “التكفير”عن خطاياك فقد تكون الفرصة متاحة في بلد ما أحوجه اليوم لمشروعات تنموية ضخمة في مجالات الزراعة والصناعة تلبي احتياجات السوق المحلية من السلع والمنتجات وفرص العمل.

يقول مارك هانسن : المال بحد ذاته محايد أي أنه ليس جيداً ولا سيئاً , إنه كالمطرقة يمكن استخدامها للبناء كما يمكن استخدامها للهدم , إن فهم كيفية جمع المال والاحتفاظ به ومشاركته بشكل أخلاقي سيضفي بعداً إيجابياً للثروة.

#الساعة_25: نضال فضة

Visited 16 times, 1 visit(s) today