اخترنا لكمتقارير خاصة

هيبة الحكومة السورية

خاص-
من خلال المتابعة الدقيقة لعمل الحكومة السورية، كنت أنتظر سابقا الجلسة الأسبوعية لمجلس الوزراء السوري بفارغ الصبر، من أجل تتبع عمل الحكومة، ومعرفة المشاريع التي تعمل عليها، ومتابعتها، كما كنت أنتظر اجتماعات اللجان الاقتصادية، والاجتماعية، والتنمية الإدارية، والاستثمارية وغيرها، من أجل الاطلاع على الأرقام المطروحة، وآلية عمل الحكومة وطريقة مقاربتها للملفات المطروحة.

أما اليوم بعد سقوط النظام البائد، واستلام الحكومة الجديدة أعمالها، لم نشاهد اجتماعات دورية للحكومة، وكأن اللجان انتهى دورها، وانتقلت الأعمال من مجلس الوزراء إلى الوزارات المعنية، والمؤسسات، وهل هذا يندرج تحت مسمى اللامركزية الإدارية، أم تحت مسمى كل وزارة مسؤولة عن حالها، أم هو عدم إدراك بالعمل الكلي بالنسبة لمجلس الوزراء والوزارات مجتمعة للأمانة لا نعلم ما هي الغاية .

هيبة الحكومة السورية

وآخر ما وصلنا من مجلس الوزراء، هو التسريح التعسفي للعمال والخبرات القائمة، حيث وصل دور التسريح إلى مجلس الوزراء، الذي كان يضم أكثر من 400 موظفا، تم الإستغناء عن أكثر من 300 موظفا، ضمن خطة التسريح الممنهجة المتبعة لدى الحكومة الحالية.

اقرأ أيضا:هل تحولت جلسة مجلس الوزراء الى اجتماع بلدية

وفي حال كانت رؤية الحكومة الحالية أن مجلس الوزراء لا يوجد مبرر لعقد الجلسات الأسبوعية، ولا يوجد أي مبرر لوجود اللجان في المجلس، ولا لوجود المالية، ويكفي ثلاثة موظفين في المالية، وعامل استعلامات، وآخر على المقسم، وما تبقى عمالة فائضة، نقول إن الحكومة القادمة لن تقبل من دون جلسات أسبوعية أسوة بالبروتوكولات الحكومية الموجودة في جميع دول المنطقة، ومن الطبيعي أن تقوم الحكومة الجديدة بالاستعانة بالمستشارين، واللجان الموجودة في جميع الدول، بالإضافة إلى المراسم الحكومية التي تفرض الهيبة للحكومة.

التسريح التعسفي وصل إلى ذقن الحكومة

العمل القائم مؤخرا في مجلس الوزراء بالتسريح التعسفي لمئات الموظفين تحت مسميات “فائض” و”شبيحة نظام” وغيرها من المسميات لا يخدم هذا العمل في مجلس الوزراء بالدرجة الأولى، ولا يخدم عمل الحكومة بالدرجة الثانية، ولا يخدم هيبة الحكومة أولًا وأخيرًا.

اقرأ أيضا: الفشل الإداري مسؤولية الوزراء وحدهم

تحويل مجلس الوزراء إلى مجرد إدارة المبنى، أو بعض القرارات الأخرى التي تصل بالبريد وتكاد لا تذكر اليوم، وإبعاده عن رسم السياسات والخطط ومناقشتها، والتصويت على القرارات، وجعل الكلمة العليا في الحكومة ليست لمجلس الوزراء، كل ما سبق يفقد الحكومة هيبتها ومصداقيتها في هذه الظروف المعقدة.

A2Zsyria

صفحة الفيس بوك:https://www.facebook.com/narampress

Visited 77 times, 77 visit(s) today